سكان دير الزور يرزحون تحت خناق أمني على وقع التوتر بين إيران وإسرائيل

عمر عبد الرحمن – دير الزور

يعاني سكان دير الزور من تزايد الصراع الإقليمية حيث أصحبت المنطقة في الآونة الأخيرة أشبه بساحة حرب مفتوحة بعد أن شهدت قصفاً جوياً على مقار للميليشيات الإيرانية والتي عادةً ما تكون موجودة داخل الأحياء السكنية.

وفرضت الميليشيات إجراءات أمنية صارمة على السكان مما يزيد من مخاوف تعرضهم للانتهاكات الجسيمة. 

يقول علي السالم (اسم مستعار)، الذي يقيم في مدينة الميادين على بعد ٤٠ كم شرقي دير الزور، إن المدينة تشهد حالياً تحركات متكررة وتمركزات للفصائل الإيرانية بعد تعرضهم للقصف الجوي، وهو ما دفع قادة هذه الفصائل لنشر مقراتهم داخل الأحياء السكنية بإجراءات أمنية صارمة لدرجة تؤثر على حياة السكان بشكل كبير.

ويذكر لنورث برس: “لا يسمح لنا بحمل هواتفنا في تلك الأحياء خشية اتهامنا بالتجسس”.

ويرى السالم أنه في حال استمرار تلك التحركات والاستفزازات، قد يضطر المزيد من السكان لمغادرة المدينة، مما يزيد من تشابك الفوضى والتوتر في المنطقة.

أما أحمد الحسن (اسم مستعار)، من سكان البوكمال في الريف الشرقي لدير الزور، يتحدث عن خطر القصف الذي تتعرض له المناطق السكنية بسبب تمركز الفصائل الإيرانية فيها، مما قد يعرض حياة السكان للخطر.

ويقول لنورث برس، إنه “بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير، بدأت الميلشيات الإيرانية بنقل مستودعات الأسلحة وإعادة توجيه مقارها العسكرية داخل المناطق السكنية”, مشيراً إلى أن “العديد من السكان، قرروا الفرار إلى المناطق الريفية خوفاً من تعرضهم للأذى”.

ويضيف: “استفادت القيادات الإيرانية من نزوح السكان ليستولوا على منازلهم، وتوطين عائلات المقاتلين معهم”.

ويشير الحسن إلى تزايد حالات الانتهاكات والاعتقالات التي تقوم بها الفصائل الموالية لإيران ضد السكان، حيث يتم اتهامهم بتهم زائفة مثل حمل الهواتف الجوالة بالقرب من المقار العسكرية.

ويقول مصدر من الحرس الثوري الإيراني بدير الزور، إن قادة الفصائل الإيرانية يعيشون حالة من الترقب والخوف بسبب التصعيد الإسرائيلي المتوقع، مما دفعهم لاتخاذ إجراءات أمنية مشددة وتغيير أماكن إقامتهم بشكل مستمر”.

ويضيف المصدر، أن “أغلب القيادات أصبحت تتنقل بين المقرات العسكرية بسرية تامة، وسط تشديدات أمنية كتغيير عناصر المرافقة ومصادرة هواتفهم، وألغت شبكة القبضات اللاسلكية والاعتماد على الخرائط والبرقيات”.

ويؤكد لنورث برس على أن هذه التحركات الإيرانية تضع السكان في موقف محرج، خصوصاً بعد تعرضهم للاستهداف من قبل الطائرات الإسرائيلية والتصعيدات المتوقعة، مما يعزز من التوتر والقلق في المنطقة.

تحرير: محمد حبش