غرفة الأخبار – نورث برس
يشهد الشرق الأوسط توتراً متصاعد بين إيران وإسرائيل عقب الهجوم طهران “غير المسبوق” على تل أبيب بالصواريخ والمسيّرات، الذي جاء رداً على مقتل 7 من كبار قادة الحرس الثوري بغارة جوية دمّرت القنصلية الإيرانية وسط سوريا، اتُهمت إسرائيل بشنّها.
ففي الأول من نيسان/أبريل الجاري، أخذ الصراع الإيراني الإسرائيلية بالتصاعد بعد ضربة وُصفت بأنها “أوجعت” طهران منذ مقتل قاسم سليماني بغارة جوية في مطار بغداد مطلع 2020، حينها اقتصر الرد على مقتل أبرز قيادي إيراني بقصف مواقع أميركية في العراق.
ورغم أن إسرائيل لم تتوقف عن استهداف مواقع ورجالات إيران في سوريا، لا سيما بعد عملية “طوفان الأقصى” الذي اتُهمت إيران بدعمها، إلا أن الأخيرة قررت الرد على “الضربة الموجعة” وتوجيه ضربات إلى عمق تل أبيب، حيث أطلقت عشرات المسيّرات والصواريخ إلى مكان انطلاق الطائرات التي ضربت القنصلية في دمشق.
يثير التصاعد الحالي مخاوف من عودة وظهور تنظيمات متطرفة في المنطقة، التي تسعى للاستفادة من الفوضى والفراغات الأمنية.
يقول منير أديب، وهو باحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن “بيئة الحروب والصراعات هي بيئة ملائمة ومناسبة وجاذبة لجماعات العنف والتطرف المحلية والإقليمية العابرة الحدود والقارات”.
وأضاف لنورث برس، أن هذه التنظيمات تنمو في ظل الفوضى وإن لم تجد الفوضى ستخلقها وتخلق هذه الفوضى دائماً في الحروب الداخلية والصراعات الإقليمية.
وبحسب أديب أن المنطقة دخلت في خندق الصراعات وهذه الصراعات ربما تُرجمت في حروب أو مقدمة لحروب إقليمية أو حتى عالمية.
وأوضح أن شكل هذه الحرب بدأ بالحرب الروسية على أوكرانيا، حيث ضربت الحرب شرق أوروبا وانقسم العالم قسمين، من جهة الولايات المتحدة والغرب أوروبا مع أوكرانيا والقسم الثاني روسيا وحلفائها ضد الغرب.
ومضى على الحرب الأوكرانية أكثر من عامين، حيث غزت روسيا أوكرانيا مطلع 2022، يقول أديب أن تلك الحرب نتج عنها نشأة حركة جهادية في شرق أوروبا واستخدم كلا المتصارعين المجموعات المؤدلجة.
فمن جهة استخدام الروس الشيشان واستغلوا وجود الشيشانيين المؤدلجين، والأوكران والغرب استخدموا أيضاً المجموعات المؤدلجة وأرادوا أسلمة هذه الحرب أو استخدام التنظيمات فيها أو لعل التنظيمات وجدت بيئة للتواجد وللعمل وللنمو في أوربا والظهور.
كما حدث في تنظيم داعش الذي كان يظهر في شكل خلايا ومجموعات ثم أعلن عن دولته في 29 حزيران/يونيو من العام 2014، وفقاً لأديب.
قال أن الأمر تكرر في المنطقة العربية بحرب السودان وفي سوريا التي تشهد حرب مستمرة منذ أكثر من 13 عاما وأيضاً الوضع المتأزم في العراق وفي لبنان والحرب التي ضربت منطقة الشرق الاوسط.
وأضاف أن هذه الحرب التي ضربت منطقة الشرق الأوسط وتحديداً الحرب الإسرائيلية ضد غزة قبل ستة أشهر، ساعدت وما زالت تساعد جماعات العنف والتطرف على التواجد أو على العمل، كذلك الممارسات الإسرائيلية التي تدفع في هذا الاتجاه.
وتوقّع أن هذا الصراع يتطور إلى حرب إقليمية أو حتى عالمية “في ظل دعم الغرب لإسرائيل بدلاً من أن ينتبه إلى تخفيف حدة التوتر وإلى لملمة الأزمات التي ما زالت قائمة حتى هذه اللحظة”.
وقال إن هذه الأسباب تمثل بيئة خصبة لجماعات العنف والتطرف بالظهور، خاصة أن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” يطل براسه بقوه بظل هذا الظرف الذي أعاد تخليقه من جديد، بحسب الباحث.
وأضاف أن الجماعات المتطرفة لا تقتصر على تنظيم “داعش” فقط، وإنما هناك تنظيمات ذات خلفية شيعية وأخرى صهيونية.
ويُنذر الصراع في المنطقة على نهوض تنظيم “داعش” الذي كثّف من هجماته في سوريا منذ بدء الصراع في غزة.
وتزايدت هجمات التنظيم في سوريا خلال الآونة الأخيرة وهاجم في غالبيتها قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، بالإضافة إلى ظهوره العلني في البادية.
كما عاد التنظيم لشن هجمات في دول إقليمية، وظهر في روسيا وهاجم في أفغانستان وإيران.