مع حلول الربيع.. معدلات الإصابة بالتحسس الربيعي تتصاعد في الحسكة

دلسوز يوسف – الحسكة

تزايدت حالات الإصابة بالحساسية في ريف الحسكة بشكل ملحوظ مع اقتراب فصل الربيع، حيث شهدت المنطقة هطولات مطرية جيدة هذا العام مما أدى إلى زيادة المساحات الخضراء وانتشار الزهور.

 وعلى الرغم من مظهرها الجميل، إلا أن هذه الزيادة في النباتات والأزهار أدت إلى تفاقم معاناة الأشخاص الذين يعانون من أعراض الحساسية الموسمية. بشكل خاص  اللذين يعانون من الربو وضيق التنفس والتهابات القصبات.

وخلال الشهر الأخير، سجل مشفى الشعب في الحسكة نحو 125 حالة تحسس ربيعي في العين، و 10 حالات ربو و 7 حالات التهاب قصبات  و 67 حالة ضيق تنفس.

تحديات أسر كاملة

في إحدى القرى بريف بلدة تل تمر شمال الحسكة، يقطن الشاب محمد الحسن في منزله مع طفليه اللذين يعانيان من الأمراض الربيعية مثل الربو والتهاب القصبات. يشير محمد إلى أن أطفاله يعانون من تحسس نتيجة لتقلبات الطقس وزيادة الأزهار والنباتات، حيث كان أحدهم مضطراً لتلقي جلسات علاجية في المشفى مؤخراً.

ويوضح الشاب العشريني، المصاب بدوره بمرض الربو، أنه بدأ باستخدام البخاخات والعلاجات المناسبة مع بداية فصل الربيع.

 يعاني محمد وأطفاله من تفاقم الأعراض خلال هذا الفصل، مما يستدعي تلقي جلسات علاجية إضافية للتخفيف من الأعراض الشديدة.

ويضيف “زادت أعراضي في هذا الفصل نتيجة تقلباته، حيث يكون المرض متأزماً معنا لذلك نخضع جميعاً لجلسات ارذاذ عند حدوث النوبات التحسسية الشديدة”.

وفي قرية مجاورة لتل طالعة، تجلس غزالة حماد وتحيطها مجموعة أطفال من أحفادها، تشير إلى أن أثنين منهم يعانون من الأمراض الربيعية، أحدهم يعاني من تحسس عيني وأخر ضيق تنفس.

وتقول السيدة الستينية لـنورث برس “يعاني أطفالنا في فصل الربيع من أمراض تحسسية نتيجة تقلب الجو وتكاثر الحشرات فيه”.

وتضيف “الأعراض تكون تحسس بالصدر على شكل سعال وتضيق قصبي وتحسس العيون على شكل حكة وعلاجها يكون بإبرة مضادة للتحسس أو مراهم وقطرات للعيون مضادة للتحسس والابتعاد عن مسببات التحسس كالتدخين والغبار وغيرها”.

إجراءات إسعافية

يشير الأطباء في مشفى الشعب بالحسكة إلى أن أغلب الأعراض تظهر لدى الأطفال والمسنين نتيجة تفاعل جهاز المناعة في الجسم مع إنبات الأعشاب والنباتات مما يؤدي انتشار الأمراض.

ويقول عزيز أحمي، ممرض في قسم الإسعاف بالمشفى، أن مع بداية الربيع تكثر الأمراض التحسسية الصدرية والعيون والربو ولدغات الحشرات.

ويضيف: “نقوم بإجراءات إسعافية، فمرضى الربو مثلاً نقوم بعمل جلسات ارذاذ لهم ولتدبير لدغات الحشرات نعطي أدوية مضادة للتحسس ، وللحالات المتقدمة أكثر نقوم بتحويل المرضى إلى الطبيب الاخصائي”.

ويشير الممرض إلى أن عدد المرضى الذين يراجعون في قسم الإسعاف بحالات التحسس يصل ما بين 18 إلى 25 شخصاً  في اليوم الواحد.

ورجح أحمي ارتفاع أعداد مصابي الأمراض الربيعية في الفترة القادمة لعدم تشكل الصقيع هذا العام التي تقضي على الكثير من الحشرات التي تنقل الأمراض، وينصح باتخاذ الإجراءات الوقائية بالنسبة لمرضى الحساسية.

تحرير: محمد حبش