الأمطار تُنقذ الموسم الزراعي في الحسكة رغم نقص المازوت

سامر ياسين – الحسكة

يطغى اللون الأخضر على الأراضي الزراعية في ريف الحسكة الشمالي، شمال شرقي سوريا، وذلك بعد أن هطلت أمطار غزيرة في الأيام القليلة الماضية والتي أنقذت المزروعات من تداعيات موجة الحر القاسية التي ضربت المنطقة في بداية شهر نيسان/أبريل الجاري.

وفي ريف بلدة تل تمر، يتطلع المزارعون بتفاؤل إلى موسم زراعي واعد، لاسيما بعد هطول الأمطار التي بلغت كمياتها 210 ملم هذا الموسم، وفقاً لمعلومات وزارة الزراعة التابعة للحكومة السورية.

ومع أن الأمطار جاءت في الوقت المناسب لإنقاذ المحاصيل من الاحتراق، فإن نقص مادة المازوت يثير قلق المزارعين، خصوصاً بعد أن استهدفت تركيا منشآت الطاقة مما أدى لتراجع كمية المحروقات في أغلب مناطق شمال شرقي سوريا.

البحث عن البدائل

يتخوف المزارع خضر الهلال من تكرار الخسارة التي تكبّدها العام الماضي بسبب حبّات البرد التي هطلت في المنطقة وأدت لضرر كبير في المحاصيل والأراضي الزراعية وألحقت به خسائر بلغت أكثر من ثلاثة آلاف دولار أميركي.

وزرع الهلال، من قرية أم المسامير بريف تل تمر، حوالي 200 دونم من القمح، ويقول لنورث برس: “المازوت قليل جداً فحتى الآن لم نستلم الدفعة الأولى من المادة، ولكن الأمطار الأخيرة أنقذت مواسمنا ومتفائلين في إتمام هذا الموسم لحين حصاده”.

ويشير إلى أنه لم يعد يعتمد على المحروقات، “لأنها غير متوفرة بشكل مستمر”، ومجرد الانتهاء من هذا الموسم ستكون أولوياته شراء ألواح تعمل على الطاقة الشمسية لري أرضه.

ويوضح المزارع أن سبب تأخره عن تركيبها حتى الآن هي تكلفتها الباهظة التي تتجاوز خمسة آلاف دولار أميركي.

محاصيل مروية تحتاج لمحروقات

تتباين آراء المزارعين حول موسم هذا العام مقارنة مع العام الماضي، فمنهم من يستبشر بالأمطار الوفيرة ، ويعتبرها أساس للزراعة، يرى البعض الآخر بأن نقص مادة المازوت وعدم توفرها يشكّل تحدياً رئيسياً أمام الواقع الزراعي في المنطقة.

عبد الرزاق الحسن، مزارع من قرية تل طالعة بريف تل تمر، زرع 20 دونماً من الكمون، يرى بأنه رغم عدم توفر المازوت ونقصه الحاد هذا العام، إلا أن الأمطار الأخيرة وفرت عليهم تكاليف الإنتاج وكانت جيدة لإتمام الموسم الزراعي.

لكن لمحمد علي، وهو أيضاً مزارع  من تل تمر، رأي آخر حيث يعتقد بأن مادة المازوت هامة وخاصة بالنسبة للمحاصيل المروية، ويقول لنورث برس: “معاناتنا الرئيسية تكمن في قلة المحروقات، اشتريت اليوم 400 ليتر من المازوت بمبلغ 250 دولار أميركي، لذلك وإذا استطعت إتمام هذا الموسم، سأتوجه لتركيب ألواح طاقة شمسية رغم تكلفتها الباهظة”.

ويقارن المزارع الذي زرع حتى الآن أكثر من ألفي دونم من القمح والشعير بين الموسم الحالي والسابق، مؤكداً أن هذا الموسم “أسوء من الماضي” وفقاً لكلامه.

ويضيف “العام الماضي استلمنا خمس دفعات من المازوت وكانت الأمطار أقل من هذا الموسم، ولكن كان أفضل بكثير من الآن، لأنني حتى اليوم لم أستطع إنهاء أول دفعة من ري أرضي بسبب عدم توفر مادة المازوت”.

ويشير إلى أنه “لو لم تأتي هذه الأمطار الأخيرة على المنطقة لما كنت رأيت أي نبتة هنا اليوم”، ويصف وضع الزراعة في المنطقة مع ظل عدم توفر المازوت واستمرار شرائه من السوق السوداء “بالدمار الشامل”.

تحرير: سعد اليازجي