بعد رد إيران.. حالة ترقب وتخوف في دير الزور وريفها

سعيد الهايس – نورث برس

بعد الرد الإيراني وقصفها نقاطاً إسرائيلية تشهد مدن وبلدات وأرياف دير الزور في المناطق الخاضعة لنفوذ القوات الحكومية والفصائل الموالية لإيران حالة من الهدوء الحذر في المنطقة.

وتعمل الفصائل الموالية لإيران التابعة للحرس الثوري الإيراني على تجنيد شبان من مناطق سورية مختلفة وأهمها في دير الزور شرقي سوريا لزجهم في جبهات مختلفة أهمها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وقواعد التحالف الدولي.

قبل الرد الإيراني

يقول مصدر أمني خاص في الحرس الثوري الايراني، لنورث برس، إنه بعد قصف القنصلية الإيرانية شهدت مناطق دير الزور وريفها استنفاراً عسكرياً كبيراً وتدقيقاً على الهويات وعلى المنتسبين المحليين للفصائل الموالية لإيران.

كما تم رصد حوالي عشر اعتقالات بحق سكانٍ بينهم نساء بتهم مختلفة أبرزها التعامل لجهات خارجية وتحديداً في مدينتي دير الزور والميادين، بحسب المصدر.

ويضيف أنه “خضع عدد من العناصر المحليين العاملين مع الحرس الثوري بمدينة دير الزور للتحقيق بتهم تسريب المواقع الخاصة بالميليشيات ليتم إطلاق سراحهم لاحقاً لعدم وجود أي أدلة تفيد بمجريات التحقيق”.

وتم استقدام معدات وأسلحة وعناصر من البادية، بحسب المصدر الخاص، والتي كانت قد انسحبت بعد الغارات التي استهدفت حي الفيلات بمدينة دير الزور والتي قتل فيها خبير الاتصالات بهروز وحيدي.

ويشير إلى أن “الميليشيات أعطت أوامر لجميع وحداتها بالاستنفار الكامل وعلى مدار ٢٤ ساعة بالإضافة إلى إلغاء الإجازات بعد استهداف القنصلية بدمشق”.

أثناء الرد

يقول المصدر الأمني، لنورث برس، رفعت الميليشيات الإيرانية حالة التأهب القصوى بالمنطقة أثناء ردها على استهداف القنصلية بدمشق، وتم تثبيت قواعد إطلاق صواريخ ومسيرات مقابل القواعد الأميركية في الضفة المقابلة.

ويذكر أنه تم تثبيت القواعد في منطقتي الحيدرية والشبلي على أطراف مدينة الميادين بتجاه قاعدة حقل العمر النفطي، كما تم تثبيت منصات إطلاق أخرى في كل من بلدتي حطلة ومراط ضمن القرى السبعة بالإضافة لبلدة المريعية، وذلك مقابل قاعدة حقل كونيكو للغاز.

وتأتي هذه الخطوة احترازية خوفاً من اشتراك القواعد الأميركية في بضرب أهداف ومواقع مع القوات الإسرائيلية في المنطقة، كذلك قامت الميليشيات بإصدار أوامر بقطع الكهرباء عن كامل المنطقة أثناء عملية الرد، بحسب ما قاله المصدر.

ويذكر أن الأوامر جاءت بانتشار عناصرها المحليين على كافة المحاور والأطراف مع رفع مستوى الجاهزية وذلك في كل من دير الزور والميادين والبوكمال والعشارة.

ما بعد الرد

يقول المصدر الأمني في الحرس الثوري الإيراني، إن الفصائل الإيرانية أعادت التيار الكهربائي للعمل بعد ساعات من انتهاء ردها على قصف القنصلية الإيرانية بدمشق، وقامت بإزالة منصات وقواعد إطلاق المسيرات والصواريخ التي ثبتتها قبالة القواعد الأميركية في المنطقة، بالإضافة إلى سحب عدد كبير من العناصر والعتاد نحو عمق البادية.

ويشير إلى أن  والفصائل عمدت إلى تبديل مقراتها الاعتيادية بمدينتي البوكمال والميادين مع إبقائها على عناصر الحراسة المحليين، وأنهت حالة الاستنفار القصوى وأعادت تفعيل إجازات العناصر المحليين.

وقامت الفصائل بتأجيل دورة لمنتسبين جدد قادمين من أرياف محافظتي حماة وحمص، وكان من المقرر افتتاح دورة تجنيد جديدة لمنتسبين من أرياف حمص وحماة، السبت الماضي،  إلا أنها تأجلت بسبب استنفار عسكري بدير الزور على وقع الهجوم الإيراني ضد إسرائيل، بحسب المصدر.

ويبين أن معظم المظاهر المسلحة للعناصر التابعة لإيران قدت اختفت بشكل شبه كامل في المنطقة مع هدوء حذر يسود الأجواء دون أي إصدار لتعليمات جديدة، وجاء هذا خوفاً من أي عمل انتقامي من قبل إسرائيل على الرد الإيراني.

تحرير: محمد القاضي