هل يفتح تطبيع سعودي إسرائيلي محتمل بوابة للحلول في الشرق الأوسط؟
غرفة الأخبار – نورث برس
يدور الحديث منذ سنوات عن تطبيع للعلاقات بين السعودية وإسرائيل لاسيما بعد اتفاقات أبراهام بين الأخيرة ودول عربية، ازداد هذا الحديث في اليوم التالي للهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في قطاع غزة والتدخل الإيراني المتزايد في دول المنطقة.
تدير الولايات المتحدة الأميركية هذا الملف منذ أيام الرئيس السابق دونالد ترامب، كبادية لحل مشكلات مستعصية في الشرق الأوسط أبرزها إضعاف الدور الإيراني في غزة وجنوب لبنان وسوريا واليمن والعراق.
في 15 سبتمبر/ أيلول 2020 رعى ترامب في البيت الأبيض التوقيع على اتفاقات أبراهام لتطبيع العلاقات بين إسرائيل من جهة، والبحرين والإمارات من جهة أخرى، لينضم إليهما لاحقاً كل من المغرب ثم السودان، وصاحب اتفاقات أبراهام شعور بأنها أبرمت على حساب الفلسطينيين.
يقول مراقبون إن الولايات المتحدة تنفذ خارطة سياسية في المنطقة تقودها السعودية بوصفها زعيمة العالم العربي الإسلامي، بعيداً عن دول أخرى تتنافس على هذه الزعامة.
لكن السعودية تتمسك بمبادرة السلام العربية التي طرحها الملك السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، في القمة العربية بيروت عام 2002، وتهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان، مقابل السلام العربي مع إسرائيل.
من رام الله يقول المحلل السياسي والباحث الفلسطيني في العلاقات الدولية، أشرف عكة، إنه لا يتوقع أي اختراق ما في ما يتعلق بموضوع التطبيع دون حل للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى تفاهمات سعودية مع قيادات فلسطينية في هذا الصدد.
ويضيف في تصريح لنورث برس، بأن هناك نقاش أو ترتيبات لما يُسمى باليوم التالي للحرب في غزة والتصور الاستراتيجي الأميركي للمنطقة في إطار هذا التطبيع، “أعتقد أن ما يُبحث عملياً بين الجانبين الأميركي والسعودي هو ترتيبات في المنطقة وفي قلبها تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
يقول عكة إن التصور السعودي مرتبط بتطبيق أو تعديل مبادرة السلام العربية، مضيفاً أنه قد تكون هناك مباحثات ثنائية لكنها ليست مع إسرائيل وإنما مباحثات سعودية – أميركية، ويبدو أن هناك مباحثات بين الأخيرة وكل من قطر والأردن والإمارات لترتيب أمور المنطقة، وفقاً لكلامه.
لكن الباحث الفلسطيني يربط كل هذه التفاهمات بقبول الفلسطينيين لها، حيث أنه دون قبول الفلسطينيين ودون اعترافهم بهذه الترتيبات ودون حصولهم على حقوقهم المشروعة في الدولة والعودة وحق تقرير المصير لا يمكن أن ينتهي الصراع في الشرق الأوسط، ويسعى الجانب الأميركي للحصول على الموافقة الفلسطينية وإشراكهم بالتفاهمات.
ويرى أشرف عكة أن صفقة القرن أو الاتفاقات الإبراهيمية “فشلت” في تحقيق سلام إسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني، “فدون أي حل عادل وشامل لا يمكن لأي سلام إقليمي أن يتجاوز الحقوق الوطنية”.