في سوريا.. حتى الحج لم يسلم من التقسيم

غرفة الأخبار – نورث برس

منذ عودة العلاقات بين السعودية والحكومة السورية العام الماضي، بدأ الحديث حول من سيدير ملف الحج للسورين، وذلك بعد أن أدارته “الهيئة السورية للحج والعمرة” التابعة للمعارضة منذ أكثر من عشر سنوات.

واحتدم الحديث عن ملف الحج وإدارته بعد أن أعلن سفير الحكومة السورية في السعودية أيمن سوسان لوسائل إعلام مقربة من الحكومة السورية، أن أداء فريضة الحج اعتباراً من هذا العام سيتم انطلاقاً من سوريا، بعد توقف استمر 12 عاماً.

وفي العام 2013، سحبت المملكة العربية السعودية ملف الحج من وزارة الأوقاف السورية، وسلمته للجنة الحج العليا التابعة للمعارضة والتي تأسست في أيار/مايو عام 2013، وأنشئت مكاتب لها في كل من مصر والأردن وتركيا ولبنان ودول الخليج، بالإضافة إلى مكاتب في الشمال السوري، وأدارت ملف الحج كاملاً منذ ذلك العام.

حصة المعارضة ربع العام الماضي

يقول سامر بيرقدار، المدير التنفيذي للهيئة السورية للحج والعمرة التابعة للمعارضة، لنورث برس، إن “لجنة الحج العليا السورية كانت تنظم الحج لكل السوريين بغض النظر عن أماكن إقامتهم”.

ويضيف أنه بعد عودة العلاقات بين الحكومة السورية والسعودية العام الماضي، وعودة العلاقات مع الجامعة العربية كان هناك “استحقاقات دبلوماسية حسب القوانين الدولية بين الدول”.

ويبين بيرقدار أنه “كانت لجنة الحج قد وقعت العقود مع وزارة الحج لذلك استمرّت على عملها”.

ويشير إلى أن “عدد الحجاج السوريين العام الماضي كان 22500 حاج وكانت بيد اللحنة وحدها، وكانت المملكة قد قدمت دعوة مجانية لعدد من الموظفين في وزارة الأوقاف السورية ولم يكن الوفد المذكور له علاقة مع لجنة الحج أبداً”.

ويذكر المدير التنفيذي للهيئة السورية للحج والعمرة التابعة للمعارضة، أنه “في هذا العام تم تكليف الهيئة السورية للحج والعمرة بتنظيم الحجاج في الشمال السوري وتركيا بعدد 5200 حاج سوري”، أي أقل من ربع عدد العام الماضي.

للحكومة السورية الحصة الأكبر

واجهت الحكومة السورية بعد عودة العلاقات مع السعودية عوائق في تسلّم ملف الحج والعمرة ما دفع بوزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد للسفر إلى السعودية بداية العام الجاري، لكنه عاد دون توقيع عقد مع لجنة الحج والعمرة.

ونهاية الشهر الماضي، أعلنت وزارة الأوقاف التابعة للحكومة السورية عن موعد فتح باب التسجيل لأداء فريضة الحج للسوريين لهذا العام من خلال منصة إلكترونية ومراكز مخصصة لدى وزارة الداخلية.

وبداية الشهر الجاري، كشف وزير السياحة محمد رامي مارتيني، لراديو “شام إف إم” المقرب من الحكومة السورية، أنه من الأيام الأولى التسجيل على المنصة الخاصة بالحج بلغ عدد المسجلين نحو 5000 طلب”.

وذكر أن حصة سوريا التقديرية هي 17500 حاج، وتشمل السوريين المقيمين في الخارج، وهي مقاربة لما كانت عليه قبل الحرب والتي كانت 20 ألفاً، مشيراً إلى أن “الإقبال كبير بعد حرمان السوريين 12 موسماً من أداء الفريضة”.

وبين مارتيني أن التسجيل على المنصة سهل ويحتاج إلى إجراءات بسيطة، علماً أنه حددت الاشتراطات الخاصة بالذهاب للحج، لافتاً إلى أن كلفة الرحلة للحج تختلف حسب اختلاف الفندق ومكان الإقامة، وعدد الأيام وبحسب قدرة كل شخص، أما بالنسبة للرسوم الخاصة بها فهي رمزية.

تحرير: محمد القاضي