مدمرات بحرية وتهديدات علنية .. هل تندلع الحرب بين إيران وإسرائيل؟

غرفة الأخبار – نورث برس

تتوالى بيانات دول غربية وإقليمية بنصح رعاياها بمغادرة الشرق الأوسط وعدم السفر إليها، على وقع التهديدات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل والتلويح بمواجهة عسكرية، وإن طالت، إلا أن مسؤولون أميركيون يرون أن إيران ستنفذ تهديداتها لكن ربما تختلف عن المواجهة العلنية إلى حرب بواسطة أحد أذرعها في المنطقة.

ودعت كل من روسيا وفرنسا وألمانيا والهند وبولندا، رعاياها بالامتناع عن السفر إلى لبنان وفلسطين وإيران وإسرائيل، وانضمت إلى قائمة الدول البحرين والسعودية والإمارات وقطر، إذ وجهّت تلك دعوة لرعاياها بعدم السفر إلى الدول التي يتوقع أن تكون ساحة للحرب القادمة – أن حدثت-.

وعلى خلفية تصاعد التوتر، قالت شركة الخطوط الجوية النمساوية، ليل الجمعة، إنها ستعلق جميع رحلاتها من فيينا إلى طهران حتى 18 نيسان/أبريل الجاري، وكانت شركة الخطوط الجوية الألمانية لوفتهانزا، قد سبقتها الخميس الفائت، تحسباً لانتقام إيراني محتمل على خلفية غارة جوية يشتبه أنها إسرائيلية على قنصلية إيرانية في سوريا.

ضربة موجعة

في الأول من أبريل الجاري ضربت غارة جوية مبنى القنصلية الإيرانية وسط دمشق، وأطاحت بسبعة مستشارين إيرانيين أحدهم من كبار قادة الحرس الثوري، الأمر الذي ينذر بإشعال فتيل حرب بقيت دفينة طيلة فترة الصراع في غزة الذي بدأ في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

بعد ذلك جاء الوعيد من طهران، حيث هدد رأس الهرم الإيراني المرشد علي خامنئي، بالرد قائلاً إن بلاده ستعاقب تل أبيب على استهدافها القنصلية.

فيما توعد وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني بتوجيه “صفعة قوية” لإسرائيل رداً على استهداف القنصلية، الذي وصف بأنه “أوجع” طهران منذ اغتيال قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني عام 2020 بمحيط مطار بغداد.

وكشفت إيران مؤخراً عن منظومة دفاع جوي جديدة، تشمل منظومة “آرمان” محلية الصنع المضادة للصواريخ الباليستية ومنظومة “آذرخش” للدفاع الجوي منخفض الارتفاع.

وطيلة ستة أشهر من الصراع الذي تتهم إسرائيل، إيران بالوقوف وراءه عبر دعم حماس، بقيت المواجهة الإيرانية الإسرائيلية حرب بالوكالة، حيث تحرك إيران أذرعها في سوريا ولبنان واليمن لضرب مصالح إسرائيل، في حين توجّه إسرائيل ضربات محدودة عبر استهداف مواقع لفصائل مدعومة من إيران في سوريا ولبنان.

نُذر مواجهة

آخر بيانات البنتاغون الأميركي، ذكر أن قائد الأركان الأميركي نقل لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن الثابت بأمن تل أبيب، في الوقت الذي سارعت فيه الولايات المتحدة إلى تحريك سفنها الحربية إلى مواقعها لحماية إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وشملت التحركات الأميركية، بحسب مسؤولين أميركيين، إعادة تموضع مدمرتين، إحداهما كانت موجودة بالفعل في المنطقة والأخرى تم إعادة توجيهها إلى هناك، مضيفين أن واحدة على الأقل من السفن تحمل نظام الدفاع الصاروخي “إيجيس”.

وكانت الولايات المتحدة، قد أعلنت أمس الجمعة، إنها بصدد إرسال تعزيزات إلى الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف من أن تشن إيران قريبا هجوماً على إسرائيل، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

وأشار مسؤول دفاعي أميركي في واشنطن، إلى أنهم يرسلون “موارد إضافية إلى المنطقة لتعزيز جهود الردع الإقليمية وتعزيز حماية القوات الأميركية”.

تحذير أميركي علني

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الجمعة، إنه يتوقع أن تهاجم إيران إسرائيل “عاجلاً وليس آجلاً” وحذّرها من المضي قدماً، بأن لا تفعلوا”، مؤكداً التزام واشنطن بالدفاع عن إسرائيل.

وأضاف في حديث للصحفيين، “نحن ملتزمون بالدفاع عن إسرائيل، سندعم إسرائيل، سنساعد في الدفاع عن إسرائيل، وإيران لن تنجح”، وفق ما نقلت وسائل إعلام، في أول تهديد أميركي علني لإيران.

فيما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن الهجوم الوشيك المتوقع من إيران هو “تهديد حقيقي” لكنه لم يقدم تفاصيل حول أي توقيت محتمل.

وأضاف أن الولايات المتحدة تنظر إلى وضع قواتها في المنطقة في ضوء تهديد طهران وتراقب الوضع عن كثب.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن أنتوني بلينكن نقل لعدد من نظرائه بالمنطقة وخارجها أن أي تصعيد إيراني سينعكس ضرره على العالم كله.

من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس الجمعة إن إسرائيل والولايات المتحدة تقفان “جنباً إلى جنب”، وأضاف في إشارة إلى التهديد الإيراني المحتمل: “نحن جاهزون للدفاع عن أنفسنا براً وجواً بتعاون وثيق مع شركائنا، ونعلم كيف نرد”.

وشدد غالانت في بيان عقب لقائه قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال إريك كوريلا الذي يجري زيارة لإسرائيل “أعداؤنا يظنون أن بإمكانهم المباعدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن العكس هو الصحيح: “إنهم يقرّبوننا من بعضنا البعض ويعزّزون روابطنا”.

شكل المواجهة؟

يتوقع مسؤولون أميركيون أن تستهدف إيران أهدافا داخل إسرائيل وكذلك في جميع أنحاء المنطقة، ونقلت صحيفة “التلغراف” عن مسؤولي استخبارات غربيين أنهم يتوقعون هجوماً على المباني العسكرية والحكومية في إسرائيل دون استهداف مدنيين.

فيما قال مسؤولون أميركيون إن إيران أرسلت تحذيرات إلى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عبر عدة دول عربية من مشاركة واشنطن في القتال بين إسرائيل وإيران، بمهاجمة قواتها في الشرق الأوسط.

وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين إن الإيرانيين أبلغوا في الأيام الأخيرة العديد من الحكومات العربية أنه إذا تدخلت الولايات المتحدة بعد هجوم إيراني على إسرائيل، فسيتم مهاجمة القواعد الأميركية في المنطقة.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين للموقع، “كانت الرسالة الإيرانية هي أننا سنهاجم القوات التي تهاجمنا، لذا لا تعبثوا معنا ولن نعبث معكم”.

وفي سياق الرد الإيراني، تحرك حزب الله وهو أحد أذرع إيران في المنطقة، مساء أمس الجمعة بحركة لم تكن اعتيادية، حيث أعلن إطلاق “عشرات صواريخ الكاتيوشا” على مرابض مدفعية إسرائيلية في الجولان، في هجوم قال إنه رد على الهجمات الإسرائيلية على بلدات في جنوب لبنان.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن القبة الحديدة اعترضت أكثر من 50 صاروخاً أُطلقت من جنوب لبنان، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق حوالي 40 صاروخاً من لبنان باتجاه مناطق الشمال، وقال إنه اعترض بعضاً منها وسقط الآخر في مناطق مفتوحة.

يبقى الترقب سيد الموقف في خضم تصاعد التوترات في المنطقة، ويرى البعض أن إيران سترد على إسرائيل بضربات محدودة لكنها لن تستخدم الأراضي الإيرانية، حيث ستلجأ إلى تحريك أذرعها في سوريا ولبنان لتوجيه ضربات بأسلحة محلية الصنع، كما أنها ستدعم حركة الحوثي لتهديد مصالح إسرائيل.

ويقول محللون أن إيران تعجز عن مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل ولا قدرة لديها على مواجهة التكنولوجيا المتطورة، إلا أنها ستبقي المواجهة في إطار الإشغال والاستنزاف.

إعداد وتحرير: أحمد عثمان