برامج المساعدات في رمضان.. هل تنتهك حق خصوصية الأفراد؟

سامر ياسين – نورث برس

في شهر رمضان، تصبح الجهود الإنسانية موضع اهتمام متزايد، حيث تتصاعد برامج المساعدات الإنسانية. ومع توسع دائرة هذه الجهود، تثير هذه البرامج المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي تساؤلات حول مدى احترامها لخصوصية المستفيدين.

وتتلقى هذه البرامج تفاعلاً كبيراً، إذ يعتبر البعض أن تقديم المساعدات للمحتاجين جزءاً من الأعمال الخيرية. بينما يعتبر آخرون، أنها تنتهك حقوق الأفراد من خلال كشف تفاصيل حياتهم الشخصية.

“انتهاك للخصوصية”

نورشان فرحو، شابة من الحسكة شمال شرقي سوريا، تعبر عن اعتراضها على هذه البرامج وتقول لنورث برس: “أغلب هذه البرامج تنتهك خصوصية الأفراد الذين تقدم لهم المساعدة”.

وتضيف: “من يريد أن يقدم مساعدة للمحتاجين، ليس عليه إظهار حياتهم للعلن.”.

وتشير إلى أن إظهار هوية الشخص عند تقديم المساعدة يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية على الصحة النفسية والحالة الاجتماعية للفرد.

لافا هسام، مختصة في المجال النفسي والاجتماعي، ترى أن إجبار الأشخاص على إظهار هويتهم على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤثر سلباً على صورتهم الذاتية ويقلل من احترامهم لأنفسهم.

وتضيف: قد ينظر المستفيد  لنفسه بصورة سلبية، نتيجة للتمييز الذي يتعرض له، مما يؤثر على اندماجه اجتماعياً”.

وتشير إلى أن ذلك يزيد من شعورهم بالضعف مما يؤدي إلى زيادة الضغط النفسي عليهم.

وتوضح المختصة هسام، أن وجود هذه المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي يعزز صورة نمطية عن الحاجة أو الفقر، وهو ما يميز هؤلاء الأشخاص اجتماعياً.

ضحايا المشاهدات

ترى خديجة محمد وهي أيضاً شابة من الحسكة، أن هذه البرامج تستغل الأفراد لأغراض تجارية أو ربحية عبر نشر حياتهم على صفحات تعود ربحها لأشخاص أو لمؤسسات.

وتدير هذه البرامج من قبل أفراد أو نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أو مؤسسات إعلامية.

وترفض “محمد” فكرة برامج المساعدات وترى بأن هناك طرق عديدة يستطيع أي شخص تقديم المساعدات من خلالها.

“ظاهرة يجب مكافحتها”

نصر الدين عثمان، من سكان مدينة الحسكة، يرفض هو الآخر إقحام الكاميرات إلى داخل المنازل والأماكن الخاصة بالأفراد.

ودعا إلى التنسيق مع اللجان الخاصة وكومينات داخل كل حي، لتحديد الأشخاص المحتاجين، دون اللجوء إلى انتهاك خصوصيتهم.

وطالب الشاب السلطات المحلية بمكافحة الظاهرة وإيجاد حل جذري، وعدم السماح لأي شخص أو جهة إحراج أي شخص أو انتهاك خصوصيته، في حجة تقديم مساعدات إنسانية له.

وتطالب المختصة لافا هسام بوضع حلول فعّالة لهذه الظاهرة، عبر حملات توعية لتعزيز ثقافة احترام خصوصية الأفراد. مؤكدة على ضرورة احترام خصوصية الأفراد وفرض عقوبات رادعة على مخالفي القوانين المتعلقة بهذا الجانب.

تحرير: محمد حبش