من يسيطر فعلياً على درعا وأين تنتشر القوات المختلفة؟

غرفة الأخبار – نورث برس

شهدت درعا في الجنوب السوري خلال الأعوام الستة الماضية تغيرات واضحة في خريطة السيطرة للقوى الفاعلة في المنطقة، حيث تراجع الدور الروسي بشكل ملحوظ على الرغم من الدور الكبير الذي لعبته في مساعدة حكومة دمشق على استعادة السيطرة من يد المعارضة.

إيران استغلت انشغال روسيا بعدة ملفات إقليمية ودولية وخاصة الحرب الأوكرانية وتحاول زيادة نفوذها في الجنوب السوري من خلال الفصائل الموالية لها.

“إيران على حدود إسرائيل”

وقال مدير مركز “رصد” للدراسات الاستراتيجية، العميد عبد الله الأسعد، لنورث برس، إنه بعد سيطرة “النظام السوري” على درعا أصبح هناك “كتل كبيرة للنظام الإيراني و حزب الله في المنطقة”.

وذكر الأسعد أن “اللواء 313” الذي تديره إيران يتواجد من منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي وهي منطقة جغرافية واسعة، ويضم هذا اللواء عناصر من مدينة بصرى الشام.

وأشار إلى أن اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس يتمركز بشكل شبه كامل في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، ورغم أن الفيلق مدعوم روسياً إلا أن القوات الروسية غير نشطة في درعا بالوقت الحالي.

وقال الخبير العسكري إن بعض الخلايا التابعة للأمن العسكري التابع “للنظام السوري” موجودة في بعض القرى المحيطة بدرعا، وأبروها مجموعة محمد الرفاعي المعروف بـ “أبو علي اللحام” في بلدة أم ولد بريف درعا الشرقي بالإضافة لبعض الخلايا الصغيرة المتوزعة في القرى والبلدات.

مهمة هذه الخلايا “تنفيذ اغتيالات وعمليات خطف والاستمرار بالفوضى الأمنية”.

وأكد الأسعد أن مجموعات حزب الله في ازدياد وخاصة على  الحدود السورية الأردنية، حيث  تم تبديل عناصر من الفرقة 15 الحكومية بعناصر من مليشيات فاطميون وزينبيون لضمان السيطرة بشكل كامل على المنطقة الحدودية.

تراجع روسي

 وذكر الخبير الاستراتيجي والعسكري أن روسيا رفعت يدها عن اللواء الثامن باستثناء بعض الزيارات التي تقوم بها الشرطة العسكرية الروسية وتقدم بعض المساعدات.

معللاً رأيه بأنها لو كانت تسعى إلى دور أكبر في درعا لما بقيت في موقف المتفرج طيلة الفترة السابقة، لكن يؤكد على أن اللواء الثامن لايزال موالياً لروسيا وهو خارج السيطرة الإيرانية حتى اللحظة.

ويرى الأسعد أن العمليات التي يقوم بها اللواء الثامن مؤخراً قد يحولها إلى قوة متصاعدة “تقف في وجه الأمن العسكري والمليشيات الإيرانية الموجودة في المنطقة”.

“سيطرة شكلية للنظام السوري”

وقال الناطق باسم موقع “18 آذار” المهتم بنقل أخبار الجنوب السوري، أسامة المقداد، إن حواجز “النظام السوري” منتشرة بكامل منطقة درعا ولكن 90٪ من هذه الحواجز هي “مناظر لا تقدم ولا تأخر بشيء”.

وذكر المقداد لنورث برس، أن اللواء الثامن وهو سلطة الأمر الواقع في ريف درعا الشرقي، حيث يتخذ من مدينة بصرى الشام مركز رئيساً له وله سيطرة على قرى وبلدات، بالإضافة إلى مجموعات تتواجد في بلدة محجة في ريف درعا الأوسط ومجموعات في مدينة إنخل بريف درعا الشمالي، ومجموعة متواجدة في بعض قرى منطقة اللجاة.

أما اللجنة المركزية فتتواجد في درعا المدينة في أحياء كدرعا البلد والكرك وغيرها، وريف درعا الغربي مثل بلدات طفس واليادودة والمزيريب.

بينما في الريف الشمالي في مدينة جاسم ونوى أكبر مدن درعا، فيسيطر عليها مجموعات محلية مسلحة، ويضيف المقداد أن هذا التوزع المعقد يظهر “هشاشة وشكلية النظام السوري في درعا”.

وقال إن أبرز المناطق التي يتواجد فيها “النظام السوري” وفصائل إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله، فهي المحطة ومدينة إزرع ومدينة الصنمين وبلدة الشيخ مسكين وبلدة كفر، بالإضافة إلى بعض القرى والبلدات المحاذية للحدود مع الجولان.

إعداد: إحسان محمد – تحرير: عكيد مشمش