“مهملة ومنسية”.. طرق المناطق السياحية في أقصى شمال شرقي سوريا

ديرك – نورث برس

تمتاز منطقة ديرك (المالكية) أقصى شمال شرقي سوريا باحتوائها على مناطق سياحية ذات طبيعة جميلة وهادئة غالباً ما تكون ملاذاً للاسترخاء والاستجمام والنزهات الربيعية والصيفية، حيث الأنهار والأشجار وبرك السباحة.

وتتواجد في منطقة ديرك أماكن سياحية بعضها يفصل بين سوريا وتركيا على أطراف نهر دجلة مثل قرية عين ديوار ومنطقة جم شرف، إضافة إلى مناطق أخرى مثل سويديك وسد بورزة وقرية حياكة وغيرها.

لكن الصعوبات التي تواجه المتجه لهذه المناطق هي الطرق الواصلة إليها، حيث الطرق السيئة الممتلئة بالحفر وغير المعبدة والترابية في كثيرٍ من الأحيان، مما يسبب استياءً كبيراً لدى السكان.

“لا تصلح للدواب”

يقول محمد معصوم، وهو من سكان مدينة ديرك، إن طرقات المناطق السياحية في منطقتنا “مهملة ومنسية وهي لا تصلح للدواب فما بالك بالسيارات”.

ويضيف، لنورث برس، أن أصدقائه من مدن القامشلي والحسكة “يحسدونه” على تلك المناطق، على نهر دجلة وعين دوار والجسر الروماني وجم شرف والمناظر الجميلة وغيرها لأنها قريبة من مدينته.

“تعالوا وانظروا إلى هذه الطرقات فعلى ماذا تحسدونني”، يقول معصوم، “نحن مقابل خروجنا إلى هذه المناطق للتنزه وللراحة النفسية ندفع لورش الصناعة في المدينة كل ما بحوزتنا، لذلك نعود غير مرتاحين ومحتاجين إلى فسحة وراحة نفسية جديدة وهكذا..”.

ويقول محمد مصطفى، وهو من سكان قرية مزري بريف ديرك، إننا سكان المنطقة نعاني بشدة من الطرقات الرديئة، سياراتنا تتعرض للأعطال باستمرار من هذه الطرقات غير القابلة للاستعمال وخصوصاً في المناطق السياحية.

ويبين لنورث برس أن المناطق السياحية غير مخدَّمة والمسافة منها للمدينة قريبة، لكن تحتاج لأوقات مضاعفة للوصول إليها بسبب الطرق السيئة.

مطالبات

يطالب سكان ديرك والقرى المحيطة الجهات المعنية باتخاذ إجراءات أكثر للحفاظ على جمالية المناطق السياحية والتي تبقى مقصداً لآلاف السكان.

ويقول محمد علي، من سكان قرية بورزة القريبة من سد بورزة، إن “هذه المنطقة سياحية وخصوصاً منطقة السد وتم زراعة الأشجار والاهتمام بها لكن نطالب البلدية بإصلاح الطرق وصيانتها في أقريب وقت”.

وقام سكان القرية بتقديم كتاب رسمي للبلدية لترميم طريق السد الذي يؤدي إلى قريتهم أيضاً، والذي يعتبر أحد المناطق السياحية القريبة من المدينة، لتحسين صورتها، بحسب ما قاله علي لنورث برس.

ويضيف علي: “تدخل بعض الحيوانات إلى المناطق القريبة من مياه سد بورزة وتترك آثاراً سيئة، لذلك يجب وضع سياج ومنع الحيوانات من الاقتراب من المياه والمنطقة السياحية التي يقصدها السكان”.

وعمد أغلب سكان القرى إلى تحسين طرق قراهم من خلال جمع الاشتراكات من بعضهم البعض، والقيام بجمعيات مشتركة لصيانة الطرق التي خرجت معظمها من الخدمة بسبب العوامل الجوية والاستخدام المستمر و عمليات الحفر العشوائي.

قلة اهتمام

لم تحظ قرية عين دوار، أشهر المناطق السياحية في ديرك حيث يتواجد فيها الجسر الروماني، بالاهتمام من قبل المسؤولين، والتي تعتبر الأكثر استقبالاً للوافدين للاستجمام والراحة، ويرجع البعض ذلك إلى تعرضها للاستهداف من الجانب التركي بشكل مستمر وصعوبة الانتقال بين تلك المناطق لطبيعتها الجغرافية.

الرئيس المشارك لبلدية الشعب في مدينة ديرك، جوان حسن، يقول إن قرى ديرك تعتبر من بين أهم المناطق السياحية في الجزيرة كونها ذات طبيعة مميزة، لكن معاناة السكان هي متعلقة بسوء الطرقات.

ويضيف لنورث برس، أنه “قمنا في بلدية الشعب بالعديد من المشاريع في السابق لتزفيت الطرقات لكنها غير كافية ولا يزال العديد منها بحاجة لصيانة وترميم”.

ويذكر أن ثقافة النظافة قليلة في المنطقة لأن أغلب الزوار يتركون نفايتهم أثناء التنزه مما يدفع سكان القرى القريبة من المناطق السياحية للشكوى، رغم توزيع بروشورات من البلدية ووضع حاويات النظافة.

ويذكر حسن، بأن “طرق منطقتي جم شرف وسويديك هي الأسوأ ونعمل على إيجاد حلول جيدة وإنهاء معاناة السائقين والسكان والقيام بصيانة جيدة للطرق حسب الإمكانات المتوفرة في الفترة المقبلة وخصوصاً بعد انتخابات البلديات”.

والخميس الماضي، أعلنت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أن موعد إجراء الانتخابات البلدية هي نهاية أيار/مايو القادم في مناطقها، فهل ستضع البلدية الجديدة حلولاً لتلك المناطق.

تحرير: محمد القاضي