تفكيك “تجمع الشهباء”.. هل يتم لي ذراع هيئة تحرير الشام بأرياف حلب؟
غرفة الأخبار – نورث برس
قبل أكثر من عام أعلنت فصائل “أحرار الشام – القطاع الشرعي، وأحرار التوحيد، والفرقة 50 ومجموعات من حركة نور الدين الزنكي” وهي فصائل معارضة مسلحة، تشكيل “تجمع الشهباء” في ريف حلب بهدف “الدفاع عن أهداف الثورة السورية وحماية المنطقة من أية هجمات”.
تُعرف هذه الفصائل بموالاتها لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) واستطاعت الأخيرة عبر هذه الأذرع السيطرة على معبر الحمران بريف جرابلس والحصول على مورد مالي بمئات الآلاف من الدولارات.
أعلن التجمع تبعيته للجيش الوطني السوري الذي نفى في مناسبات عدة هذه التبعية، ويتعقد المشهد أكثر إذ يصدر التجمع منذ يوم تأسيسه بياناته باسم الجيش الوطني، وهذا ما يظهر شكلية مظلة الجيش الوطني دون أن يكون لها أي دور تنظيمي على الأرض.
اليوم بعد عام يختلف الحال عمّا كان عليه إذا بات التجمع أقرب إلى التفكيك بسبب خلافات داخلية وضغوط يبدو أنها تركية للي ذراع تحرير الشام في أرياف حلب.
استقالة أم إزاحة
قبل عشرة أيام أعلن متزعم فصيل “الفرقة 50″ ومتزعم تجمع الشهباء أيضاً، حسين عساف (أبو توفيق)، تنحيه عن قيادة الفرقة والتجمع، وكان ذلك بعد أيام على اعتراض محتجين ببلدة سجو في أعزاز لموكب مسؤولين أتراك.
وقبلها أعلنت حركة نورالدين الزنكي انشقاقها عن تجمع الشهباء.
وفي بيان استقالته، قال حسين عساف (أبو توفيق): “مررنا في مراحل عدة وجميعها تحديات ولكن هذه المرحلة أصبحت من الصعب تجاوزها إلا في الرجوع خطوة إلى الخلف من أجل مصلحة هذه الجماعة الفرقة ٥٠”.
الاستقالة جاءت بعد فشل مفاوضات بين الجيش الوطني وتجمع الشهباء وضغط تركي يحذر التجمع من عاقبة استمرار التواصل والتنسيق مع هيئة تحرير الشام في إدلب.
فصائل التجمع سبق وأن خاضوا اشتباكات عدة مع فصائل الجيش الوطني الذي يتشكل من ثلاثة فيالق، تتناحر هذه الفيالق مع بعضها وداخلياً مع الفصائل والألوية المشكلة لها، يعني أن الوضع الأمني معقد لدرجة حصول اقتتال فصائل كل يوم.
وقالت مصادر نورث برس ضمن الجيش الوطني إن الأخير وبدعم تركي لايزال يجري مفاوضات مع التجمع.
ومن المتوقع بحسب التسريبات أن تعود “الفرقة 50 – أحرار التوحيد” إلى صفوف الجبهة الشامية، لكن قائدها السابق حسين عساف يريد منصب نائب القائد العام للجبهة لعودة فرقته.
ويتوقع أيضاً أحرار عولان أو أحرار الشام – القاطع الشرقي إلى الفيلق الثاني، وبالتالي يصبح معبر الحمران تحت إدارة المعابر التابعة للشرطة العسكرية ووزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة التي تديرها تركيا.
وأضافت المصادر أن هناك رغبة تركية بتفكيك تجمع الشهباء وتوزيعهم على فيالق الجيش الوطني، ولكن التجمع يريد أن يدخل إلى الجيش بكتلة كاملة.
وقال الباحث في مركز دراسات “جسور”، وائل علون، إن هناك توافقاً على عدم وجود أي ذراع لهيئة تحرير الشام في مناطق بحلب.
وأضاف لنورث برس أن الأمر لن يقتصر على تفكيك تجمع الشهباء فقط، بل وتفكيك الفصائل الموالية لها في المنطقة.
معبر الحمران
يبقى السؤال حول ما سيؤول إليه معبر الحمران بريف جرابلس الشريان المالي والاقتصادي الذي يدار حالياً من قبل أحرار الشام – القاطع الشرقي الموالي لهيئة تحرير الشام.
شهد آذار/ مارس العام الفائت، اتفاقاً بين وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة والتجمع باسم أحرار الشام، يتم بموجبه تسليم عائدات معبر الحمران بشكل كامل لوزارة الدفاع مع استمرار خضوع المعبر لإدارة تجمع الشهباء.
وتقدر عوائد معبر الحمران بشكل شهري، حسب تقديرات وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، بـ ”أكثر من 2 مليون دولار ناتجة عن قوافل البترول والقوافل التجارية المارة بين مناطق الجيش الوطني ومناطق قسد”.
لكن الاتفاق بقي شكلياً وتفيد مصادر نورث برس بتسليم التجمع عائدة بسيطة لا تتجاوز نصف مليون دولار للحكومة المؤقتة.
إلى جانب رغبته في السيطرة على أجزاء واسعة من أرياف حلب، يبقى معبر الحمران الجانب الاقتصادي المهيمن على صراع “أبو محمد الجولاني” متزعم تحرير الشام مع فصائل الجيش الوطني في المنطقة وقد يحدد ما ستؤول إليه المنطقة من أحداث خلال الفترة القريبة القادمة.
إعداد: حسن المحمد – تحرير: عكيد مشمش