دلسوز يوسف – نورث برس
بعد مرور خمس سنوات على سقوط تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا، لا يزال خلاياه ينفذون هجمات مسلحة وسط تساؤلات عن كيفية التمويل لنشاطه رغم عدم وجود موارد له على الأرض.
ويرى خبراء في مجال مكافحة الإرهاب، أن للتنظيم أكثر من مصدر للتمويل للاستمرار في عملياته ضد القوات الأمنية في سوريا والعراق أو في غيرها من دول العالم.
تنوع المصادر
يقول أحمد سلطان، باحث في مجال الحركات الإسلامية والإرهاب، إن عمليات التمويل بالنسبة لـ “داعش” تتنوع بين الكثير من المصادر التي تدع له المجال في الاستمرار بتنفيذ عملياته في جميع المناطق المتواجد فيها.
ويشير الباحث لـ نورث برس، أن أبرز هذه المصادر هي “الأموال التي جمعها عندما كانت خلافته المكانية قائمة، حيث دفن أو خبئ أمواله في مناطق التي كان يسيطر عليها ويقوم باستخراجه بين الحين والآخر”.
وأضاف: “الجزء الثاني من مصادره هي من الضرائب التي يفرضها على التجار وأصحاب الأعمال في العراق وسوريا، وجزء آخر منها من عمليات استهداف شركات وشاحنات النفط وفرض إتاوات عليها حتى يضمن تأمينها وعدم استهدافها من قبل مقاتليه”.
وأشار إلى أن هذه المصادر جميعها للتمويل إلى جانب “العملات الرقمية، وهي واحدة من أهم مصادر التمويل في الوقت الحالي، فالتنظيم لديه شبكات في أوروبا ودول إقليمية تتولى صرف العملات الرقمية وتحويلها للتنظيم”.
فيما يؤكد الباحث، أن من أشهر عمليات تمويله حالياً هي عمليات الخطف وطلب الفدية مقابلها بالإضافة إلى التبرعات التي يقدمها أنصاره في كل مكان.
خطر كبير
تقول قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، إن تنظيم “داعش” لا يزال يشكل “خطراً كبيراً” على مناطق شمال وشرقي سوريا من خلال إعادة بناء نفسه عبر خلاياه النائمة والسيطرة الجغرافية على بعض المناطق.
وفي 27 آذار/مارس الجاري، قال القائد العام لـ “قسد” الجنرال مظلوم عبدي، في كلمة مصورة، إن “داعش” يملك المقومات للاستمرار والظهور من جديد.
فمنذ مطلع العام الجاري، ارتفعت هجمات التنظيم في سوريا، وبحسب ما سجلته منظمة “إنسايت” الحقوقية، بلغت حصيلة هجمات تنظيم “داعش” أكثر من 129 هجمة، تبنى 94 منها.
ويرى الباحث في مجال الحركات الإسلامية والإرهاب، أنه عقب هجوم موسكو في 22 آذار/مارس الجاري، لم تعد “المواجهة العسكرية كافية لوحدها لهزيمة التنظيم فما زالت الأسباب التي أدت لوجود التنظيم سواءً السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية قائمة وبالتالي ليس متوقعاً أن يتم هزيمة التنظيم طالما بقيت هذه الأسباب”.
فشل دولي
بدوره يقول الناشط والحقوقي خالد جبر، بأن “المجتمع الدولي فشل في مرحلة ما بعد الباغوز، وكان ذلك سبب أساسي في إعادة نشاط داعش، من خلال التمويل من قبل دول إقليمية وعلى رأسهم تركيا التي تفتح مطاراتها أمام حركة الإرهابيين وإقامة قواعد لهم في مناطق سيطرتها سواء ضمن أراضيها أو الأراضي السورية”.
وكانت وسائل إعلامية روسية رسمية، نشرت إفادات المتهم فريدون شمس الدين، أحد منفذي هجوم موسكو، يقول فيها إنه وصل من تركيا في 4 آذار/مارس الجاري، وأضاف “عرضوا علي مبلغ 500 ألف روبل (نحو خمسة آلاف دولار) مقابل تنفيذ عملية قتل عشوائي”.
وتبنى تنظيم “داعش” الهجوم على المركز التجاري الذي حدث في ضواحي موسكو، وراح ضحيتها 137 شخصاً وإصابة 180 آخرون.
وأشار جبر في تصريح صوتي عبر الانترنت لـ نورث برس “اليوم نحتاج إلى جدية من المجتمع الدولي لإنهاء حالة هذا التنظيم، ما دام هذا التنظيم يتلقى التمويل حتماً سنكون أمام إنتاج أجيال جديدة من التنظيمات الإرهابية”.
وشدد الحقوقي على أنه “يجب على الدول المنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة أن يكون لها برامج لإغلاق مخيم الهول والضغط لاستلام جميع الدول لرعاياها في السجون والمخيمات بشمال شرقي سوريا”.
ويتوجد أكثر من عشر آلاف منتمٍ للتنظيم غالبيتهم من القياديين في سجون “قسد” إلى جانب أكثر من 50 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال من عوائل عناصر التنظيم في مخيمي الهول وروج.