البيوت البلاستيكية في الرقة.. دعم لأصحاب الأراضي على حساب المزارعين

زانا العلي – الرقة

يجني محمود مصطفى من خيمة للخضراوات البلاستيكية لا يتجاوز عرضها عشرة أمتار بطول 25 متراً، أطناناً من الخيار والبندورة البلاستيكية، في الموسم الشتوي بريف الرقة.

ويتلقى بعض مزارعي الخضراوات من أصحاب الأراضي في ريف الرقة دعماً من منظمات أجنبية عاملة في المنطقة أو من الإدارة الذاتية، في المقابل هناك العشرات من مزارعي الخضروات المستأجرين للأراض لا يتلقون أي دعم سواءً من المنظمات أو من الإدارة.

مدعومون

تلقى محمود مصطفى (50 عاماً)، صاحب أرضٍ ومزارع خضراوات مبكرة (البيوت البلاستيكية)، في كسرة شيخ الجمعة بريف الرقة الجنوبي، دعماً من المنظمات ولجنة الزراعة في مجلس الرقة المدني.

ويقول مصطفى، لنورث برس، إن “الدعم كان عبارة عن المواد الأساسية وهي ألواح طاقة شمسية مع بطاريات وأجهزة وحديد للبيوت البلاستيكية ونايلون لتغطيته”.

ويتوجه المزارعون في الرقة إلى زراعة الخضراوات المبكرة في البيوت البلاستيكية لارتفاع أسعارها في الشتاء، وكونها لا تستهلك مساحة واسعة من الأراضي الزراعية.

والخضراوات المبكرة أو البلاستيكية تدخل شمال وشرق سوريا في الشتاء عبر الاستيراد من الساحل السوري أو من خارج سوريا وخاصة من إيران في السنوات الأخيرة وبأسعار مرتفعة، بسبب رسوم الاستيراد وتكاليف النقل.

ومنذ سنوات، يعمل مصطفى في زراعة الخضراوات المبكرة في البيوت البلاستيكية، ولكنه تلقى دعماً هذا العام، وجنى حوالي عشرة أطنان من الخيار خلال ثلاثة أشهر.

وتبدأ زراعة الخضراوات في تشرين الأول/أكتوبر في حين يبدأ جني المحصول نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في وقت تكون أسعار الخضراوات مرتفعة، حيث بيع كيلوغرام الخيار في الرقة بـ 15 ألف ليرة سورية.

ويضيف: “لو خسرنا أو ربحنا ما رح نترك هاي الزراعة وأنصح كل شخص أن يعمل في البيوت البلاستيكية كون في أرباح ممتازة”.

في المقابل

وفي المقابل محمد علي (38 عاماً) مزارع في ریف الرقة الجنوبي، يستأجر الأراضي الزراعية حيث يدفع عن كل دونم من 150 إلى 250 دولار للموسم واحد، من أصحابھا ویقوم بزراعتھا.

ويقول لنورث برس، إننا “نفتقد لجمیع أنواع الدعم لا من المنظمات ولا من الإدارة”.

وزرع علي خمس دونمات من الخضراوات في بيوتٍ بلاستيكيةٍ صغيرة الحجم لا يتجاوز ارتفاعها متراً، فيما يسمى محلياً بـ “الأنفاق”.

وتبدأ التحضيرات لزراعة الخضراوات المبكرة في الأنفاق، في 15 كانون الثاني/ینایر، ليرفع عنها الغطاء مع دفء الأجواء في بداية نيسان/أبريل، وبدء جني المحصول.

ويقول علي إن “التكلفة باھظة جداً، ويبلغ سعر كیلو غرام الواحد من الغطاء دولاران ونصف، وكل دونم يحتاج إلى 100 كیلوغرام، ونحتاج يومياً إلى حوالي 20 لتراً من المازوت، فضلاً عن ارتفاع أسعار البذار”.

ويضيف: “جمیع المواد بالدولار والبیع بالسوري”، ویطالب المزارع من المنظمات والإدارة بدعمه بالشبكة الحدیدیة والبذور والمازوت و.. .

ولا يختلف حال إسماعیل علي (35عاماً) عن سابقه، مع قلة الدعم، يقول الرجل، إنني زرعت حوالي 25 دونم خیار وباذنجان، حيث كلفه الدونم الواحد 700 دولار.

ويطالب إسماعيل الإدارة الذاتية بأنها إذا لم تستطع دعمهم فلتفتح المعابر كي تدخل المواد إلى مناطقهم، إضافة إلى تصدير الخضراوات عبر تلك المعابر إلى الخارج.

ويقول: “قبل عام جاءت منظمة ووزعت خراطیم تنقیط مع نشالات وخراطيم كبار مع توصيلات وتحویلات المیاه بشكل كامل، لأصحاب الأراضي، أما نحن الفلاحین نشتري منھم ونزرع الأرض”.

شروط

يقول أيمن السلطان، الرئيس المشارك لمكتب الإرشاد في لجنة الزراعة في الرقة، إن الدعم يكون لمجموعة من الأشخاص وليس لشخص واحد أي ليس لمالك الأرض فقط.

ويضيف السلطان، لنورث برس، أن الدعم من قبل المنظمات یكون بشرط أن یشارك في البیت البلاستیكي أربعة أشخاص، وھم مالك الأرض وشخص ذو خبرة وعاملان اثنان، ويلفت إلى أن أي خلاف بینھم يؤدي إلى سحب المعدات المقدمة منهم من قبل المنظمة بالتنسیق مع لجنة الزراعة.

وتصل عدد البیوت البلاستیكة التي یتم دعمھا من قبل الإدارة والمنظمات إلى 49 بیتاً بلاستیكياً 16 منھا خاصة، و37 منها مدعومة من منظمة “میرسي كور” و 6 من منظمة “أكتد”، فيما هناك العشرات من البيوت البلاستكية غير المدعومة، بحسب المسؤول في لجنة الزراعة بالرقة.

وفیما یخص الدعم بمادة المازوت یقول المسؤول أن الدعم یكون للمزارعین المسجلین لدیهم فقط وهي لسيت مسؤولة عن غير المسجلين.

تحرير: محمد القاضي