بحث بلا أثر.. ذوو مفقودين من كوباني يطالبون بالعمل الجاد لكشف مصير أبنائهم

فتاح عيسى – كوباني

تنتظر “مدينة” من سكان كوباني شمالي سوريا، منذ أكثر من 10 سنوات، خبراً يثلج صدرها عن ابنها وشقيقها اللذان اختطفا على يد تنظيم “داعش”.

تشارك مدينة عبد الرحمن (45عاماً)، من سكان قرية “خانيك آفدو” بريف كوباني الجنوبي، قصتها مع نورث برس، معبرة عن أملها الدائم في عودة ابنها، وذلك بعد أن فارق والدها الحياة من الحزن والقهر على ابنه.

قالت مدينة: “اختطفت داعش ابني وشقيقي على الطريق الدولي بالقرب من بلدة عالية في 18 شباط/ فبراير عام 2014، حيث كانا يسعيان للتوجه إلى إقليم كردستان العراق بهدف العمل، ومنذ ذلك الحين، لم يعرف مصيرهما”. 

واختفى في نفس اليوم الذي اختطفا فيه ابن وشقيق “عبد الرحمن”، 150 شخصاً كانوا يسلكون طريق كوباني – الحسكة وفقاً لمركز توثيق الانتهاكات.

واختطف تنظيم “داعش” خلال عامي 2013 و2014 أكثر من 550 شخصاً من سكان كوباني، وفق مراكز توثيق ومنظمات حقوقية، ولا يزال مصيرهم مجهولاً رغم مرور 5 أعوام على هزيمة التنظيم من آخر معاقله في الباغوز بريف دير الزور، شرقي سوريا.

أحمد عبد الرحمن (52 عاماً) هو أيضاً من سكان قرية “خانيك آفدو”، يروي لنورث برس قصة اختطاف ابنه مع هجوم “داعش” على ريف كوباني في 14 أيلول/ سبتمبر عام 2014.  

يقول: “كان ابني معلماً للغة الكردية في مدرسة قرية كورك، وكان يعمل على تحضير الأوراق الدراسية لبدء العام الدراسي الجديد، ومع هجوم داعش على القرية، اختطفوا ابني برفقة ثلاثة من زملاءه”.

ويسترسل الرجل حديثه “بعد 8 أشهر من اختطافه وصلتنا معلومات بأنه موجود في سجن الملعب الأسود بمدينة الرقة”، وكانت هذه المعلومة آخر ما وصل إليه الرجل عن ابنه ولم ترد أنباء أخرى عنه.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة عام 2021، فإن عدد المفقودين في سوريا منذ عام 2011 يبلغ حوالي 130 ألف شخص، لكن هناك مفقودين قبل هذا التاريخ، ويعتقد أن الأرقام الفعلية أعلى من ذلك.

وفي حزيران/ يونيو من العام الماضي، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن مشروع لإنشاء مؤسسة للكشف عن مصير المفقودين في سوريا، مما يعكس التزام المجتمع الدولي بحل هذه القضية الإنسانية.

وشكلت الإدارة الذاتية العام الماضي “اللجنة المعنية بالمفقودين في شمال وشرق سوريا”، وذلك استجابة لدعوة من الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبنت قراراً لإنشاء مؤسسة للكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسراً في سوريا.

وتواجه اللجنة تحديات كبيرة، بما فيها انعدام توافر المخابر لتحليل الحمض النووي DNA والكوادر المدربة والمتخصصة المتخصصة.

وناشد ذوو مفقودين رووا قصص اختفاء أبنائهم لنورث برس، كل من قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بالعمل “الجاد” للكشف عن مصير المفقودين قسراً على يد “داعش”، مشيرين إلى أن معرفة مصير أبنائهم ستخفف من آلامهم وتضع قلوبهم في سكينة.

تحرير: محمد حبش