وسام الأبازيد – درعا
تشهد أغلب مدن وبلدات درعا جنوبي سوريا، مبادرات وعادات رمضانية يمارسها السكان لمساندة بعضهم البعض، بالتزامن مع ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية مع تذبذب قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي.
“طمعة العنايا”
تعتبر “طعمة العنايا” أو “طعمة رمضان” من أبرز العادات الرمضانية في درعا، حيث يقدم الرجل لأقاربه من النساء هدية من الطعام خلال هذا الشهر، مرة أو مرتين.
والعنايا هي القرابة من الدرجة الأولى والثانية كالأخت والعمة والخالة وأحيانا تصل لابنة العم. حيث ينتقل الرجال والشباب من منزل البنت إلى منزل الأخت وصولاً لمنازل العمات والخالات وبنات الأخ والأخت، حاملين أكياساً من الدجاج أو اللحم.
ورغم ارتفاع الأسعار والحالة المعيشية الصعبة وانعدام القدرة الشرائية لغالبية السكان، إلا أن عادة “العنايا” لم تغب في رمضان هذا العام.
ووصل سعر الكيلو الواحد من لحم الدجاج إلى 44 ألف ليرة سورية، بينما بلغ سعر الكيلو الواحد من لحم الضأن إلى 250 ألف ل.س، في حين وصل سعر الكيلو الواحد من لحم العجل لـ 200 ألف ل.س.
يقول فيصل الرفاعي من سكان درعا، إن “طعمة العنايا لم تتراجع رغم ظروف الحرب”.
ويضيف لنورث برس: “مهما كانت الحالة الاقتصادية للرجل يستطيع أن يرسل لابنته وأخته مواد غذائية أو بعض المال مهما كان قليلاً، ليدخل لقلبها الفرح وهي عادة توثق صلة القرابة والرحم”.
ويعتمد أغلب سكان درعا على المغتربين الذين يرسلون مبالغ مالية لعوائلهم، وتتضاعف المبالغ خلال شهر رمضان.
أسامة الشرع اشترى بنحو 7 ملايين ليرة مواد غذائية ولحوم لأخواته، بعد استلام حوالة مالية من اخيه المغترب.
ويشير إلى أن “طمعة العنايا” موجودة على مدار السنة ولكن في رمضان تكثر، “فهي عادة متوارثة لا تندثر ولا تتغير”.
مبادرات خيرية.. خبزٌ بالمجان
وبالتزامن مع حلول شهر رمضان، تأتي مبادرات خيرية عديدة في مدينة درعا، حيث يتم توزيع الخبز مجاناً لعدة أيام في معظم المناطق، بالإضافة إلى توزيع المياه مجاناً ومبادرات أخرى تستهدف دعم الأسر المحتاجة.
وتنتشر في مدن وبلدات درعا صناديق خيرية يتم جمع الأموال من المغتربين ورؤوس الأموال لدعم العائلات ذات الدخل المحدود عبر جمعيات محلية.
يقول محمد قنبر (53 عاماً) وهو رجل أعمال من بلدة صيدا في شرق درعا، إن الاعتماد على المساعدات الخيرية تساعد العديد من “العائلات المحتاجة” لتجاوز التحديات المعيشية.
ويضيف لنورث برس: يتم توزيع الخبز مجاناً طيلة شهر رمضان، وذبح خراف وتوزيع لحمها”.
ومن جانبه يشير موفق الصياصنة وهو أحد معتمدي الخبز في درعا، إلى أن أغلب معتمدي الخبز بادروا بتوزيع الخبز بالمجان لعدة أيام.
ويضيف: ظهرت هذه العادة بشكل أكبر خلال الحرب.
عادةُ تزيين المنازل
ومن العادات المتوارثة في درعا، تزيين السكان للمنازل خلال شهر رمضان، مستندين لحديث نبوي يقول “الجنة تُزين كل رمضان”.
وتؤكد سوسن الجوابرة (29 عاماً) على استمرارية العادة رغم الظروف الاقتصادية والقدرة الشرائية للسكان، قائلةً “كيف تزين الجنة ولا تتزين منازلنا”.
وتتراوح أسعار زينة الإضاءة والفوانيس بين 25 ألف و125 ألف ليرة سورية.
ولا تقتصر الزينة على المنازل فقط، بل تتوسع لتشمل شوارع المدينة، حيث يزين أصحاب المحال متاجرهم من الداخل والخارج، لترسم أجواء حلول شهر رمضان بما يعكس ثقافة المدينة.