ملكة ووليد الشيخ يافعان متألقان في رياضة الكاراتيه في القامشلي
أفين يوسف- القامشلي
يواظب الشقيقان ملكة الشيخ (18 عاماً) ووليد الشيخ (16 عاماً) على تدريباتهما في رياضة الكاراتيه في أحد النوادي الرياضية بالقامشلي شمال شرقي سوريا، وذلك بعد حصادهما جوائز وطنية وآسيوية.
ويعتمد اليافعان على دعم والدهما ومدربهما، لمواصلة شغفهما باللعبة وتنمية مهارتهما وأفكارهما عن اللعبة الرياضية.
ولم تمنع التدريبات المنتظمة، لست ساعات في الأسبوع، الشقيقين من متابعة دراستهما، ولا التدريبات المكثفة في بعض الأوقات استعداداً للمشاركة في البطولات.
ويتابع وليد دراسته الثانوية، بينما سجلت ملكة هذا العام في قسم الفيزياء بكلية العلوم في جامعة روجآفا التابعة للإدارة الذاتية بالقامشلي.
وتعدّت مشاركات اللاعبين البطولات المحلية في الجزيرة، إذ حصلا على جوائز على مستوى سوريا، آخرها تتويجهما بداية آذار/مارس الحالي بطلين للجمهورية للكاراتيه عن فئاتهما للعام 2024.
كما حصلت ملكة العام الماضي 2023 على الميدالية الفضية في بطولة غرب آسيا المقامة في الأردن.

نجاحات متتالية
ومنذ تسع سنوات، كان وليد في الرابعة من العمر حين بدأ تدربه في النادي، ما أثار اهتمام ملكة والتحاقها بالتدريب في التاسعة من عمرها.
يقول وليد، لنورث برس، إنه رغم صغر سنه آنذاك لم يكن يخشى الضربات والإصابات التي كانت طريقه نحو الفوز لاحقاً.
وتقول ملكة: ” لم تكن رياضة الكاراتيه شائعة بين فتيات المنطقة حينها، لكنني عندما كنت أشاهد شقيقي يتدرب، صرت أحبها وأرغب في أن أتعلمها مثله تماماً”.”
وشارك اللاعبان بداية في بطولات محلية على مستوى الجزيرة وحققا فيها نجاحاتهما الأولى.
وتعتبر ملكة أن أي مباراة لعبتها كانت مكسباً، ولا تقاس بالنتيجة المحتسبة لأنها في النهاية تكتسب خبرات جديدة حول الأخطاء وطرق تلافيها.
وتعود مشاركة وليد للمرة الأولى في بطولة الجمهورية عام 2018 إذ فاز بالميدالية البرونزية، وحصد الفضية في العام التالي، ليتوج هو وشقيقته مشاركاتهما هذا العام بالحصول على الذهبية في دمشق.
ويشارك في بطولة الجمهورية عدد من الأندية الرياضية من كل المحافظات السورية، ويتم اختيار اللاعبين بحسب الفئات العمرية والأوزان.
وكانت مشاركة الفتاة مميزة العام الماضي في بطولة غرب آسيا للكاراتيه، إذ كانت مع ثلاث فتيات أخريات ضمن المنتخب السوري.
وفازت ملكة بالميدالية الفضية في البطولة المقامة في الأردن والتي شاركت فيها 11 دولة.
تقول إنها شعرت في تلك البطولة ببعض القلق إلا أنها تمكنت من تجاوز العوائق حين وقفت على البساط وواجهت منافساتها.
عائلة داعمة
وتتذكر ملكة العقبات التي لم تكن ستتجاوزها لولا دعم العائلة وتشجيع والدها، من بينها الأفكار النمطية حول مشاركة الفتاة في الرياضة عموماً والألعاب القتالية خصوصاً.
“لم يكن المجتمع يتقبل فكرة ممارسة الفتيات لرياضة الكاراتيه، يرون أنها خاصة بالرجال”.
لكن التحاق فتيات أخرى بتدريبات اللعبة خلال السنوات الماضية هو مؤشر نجاح وتغير في الذهنية التي كانت ترى الكاراتيه عيباً بالنسبة للفتيات، بحسب ملكة.
ولا يتمكن بعض اللاعبين من المشاركة في البطولات في العاصمة دمشق أو اللاذقية أو خارج البلاد بسبب عدم تمكنهم وعائلاتهم من تحمل مصاريف السفر والإقامة في ظل غياب الدعم.
لكن والد ملكة ووليد يهتم بشغفهما بالرياضة والموسيقا إلى جانب دراستهم، ويشعر بالفخر حيال النتائج التي حققاها.
والتحقت ملكة بدورات تدريبية في التحكيم، وحصلت على شهادة تخولها ممارسة التحكيم الرياضي، وهي تشارك الآن ضمن لجان التحكيم لبطولات الأطفال في الجزيرة.
وتعتقد، بعد اكتسابها المزيد من الخبرة، أن تحيز الحكام في بطولة “غرب آسيا” حرمها من الميدالية الذهبية.
ويعلق مدربها، ريزان شيخموس، أنه كان يجب مراعاة هوية الحكام في تلك المباراة لأن الحكام كانوا أردنيين في بطولة في الأردن وكانت إحدى المتنافستين أردنية أيضاً.
لكنه يشير إلى أن فوز اللاعبة في بطولة غرب آسيا كان مجرد بداية، فبعد إحرازها المركز الثاني التف حولها العديد من الحكام والمدربين، الذين وجهوا دعوات لها للمشاركة في بطولات خارجية.
تتذكر ملكة استقبالها حين عودتها من الأردن: ” شعور عظيم حين ترى عائلتك ومعارفك فخورين بك”.