غرفة الأخبار- نورث برس
يرى محللون ومتابعون للملف السوري أن القضية السورية بتعقيداتها تستمرُ دون حل جذري، وباتت في آخر الاستحقاقات الدولية بعد أن كانت من ضمن الأولويات، وذلك بعد الحرب في أوكرانيا وغزة.
وفي الذكرى السنوية الثالثة عشر لبدء الحرب السورية، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، إنه لا حل سياسياً يلوح في الأفق للأزمة السورية بعد 13 عاماً.
ويزور مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، دمشق ويلتقي بمسؤولي الحكومة السورية وموسكو وطهران، بهدف بحث انعقاد الجولة التاسعة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية.
مسار اللجنة الدستورية
مسار “اللجنة الدستورية” هو واحد من مسارات العمل السياسي التي نتجت بعد الحرب السورية، وهي عملية سياسية بموجب قرار مجلس الأمن 2254.
ومهمة هذه العملية هي إعداد وصياغة وضع دستور جديد للبلاد كإسهام في التسوية السياسية في سوريا وفي تطبيق لقرار مجلس الأمن 2254″.
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2019، عقدت العديد من الجولات في هذا المسار، بيد أن جميعها لم تخرج بأية نتائج، فيما وصف بيدرسون القسم الأعظم منها بأنها “مخيبة للآمال”.
وبعد رفض موسكو الذهاب إلى جنيف، حاول بيدرسون حل إشكالية المكان عن طريق طرحه لنيروبي عاصمة كينيا مكاناً لانعقادها، وقدم مقترحاً آخراً بأن تقام الجلسات في العاصمة العراقية بغداد.
“زيارة روتينية“
يقول الكاتب والصحفي السوري، حُسام نجار، إن دور بيدرسون أصبح “ضعيفاً” ولم يعد بمقدوره حتى التقريب بين وجهات النظر المتباينة بين وفدي دمشق والمعارضة.
وأضاف في تصريح لنورث برس: “بيدرسون لم يستطع فرض رؤيته على وفد النظام المتعنت والذي أدخل اللجنة الدستورية في نفق خارج الإطار العام لها”، لافتاً إلى أن “بيدرسون عبارة عن وسيط ليست لديه القدرة على ضبط إيقاع المفاوضات”.
ويرى نجار المقيم في بولندا أن “زيارة بيدرسون تعتبر روتينية في ظل دعوات من روسيا والنظام لعقد الجلسات في سورية على اعتبار أن الطرفين سوريين”.
وأشار إلى أنه “سيستمر النظام في المماطلة واللعب على مطلب الهوية الوطنية، وضعف وفد المعارضة وعدم قدرته على اتخاذ موقف حازم و تبعيته في اتخاذ القرار يحول دون الوصول لأي حل”.
لا جديد.. الوضع يزداد سوءاً
وفي بيان بمناسبة الذكرى الثالثة عشر لبدء الحرب في سوريا، دعا الاتحاد الأوروبي، الخميس الفائت، إلى حل شامل وسياسي للأزمة السورية وإنهاء الصراع.
يقول المحلل السياسي، عصام زيتون، إن زيارة بيدرسون “لن تأتي بأي جديد”
مشيراً إلى أنه “منذ تكليف الأمم المتحدة للأخضر الإبراهيمي ومروراً بكافة البعثات واجتماعات جنيف وصولاً إلى اجتماعات أستانا، مازال الشعب السوري يتعرّض للتهجير والتجويع وتُحتل أرضه من قبل تركيا وإيران”.
وأضاف زيتون أن الزيارة لن تكون إلا “حلقة أخرى في سلسلة نشاطات وجهود أممية صبّت منذ 2011 وستصبّ مستقبلاً في مصلحة النظام السوري والدول المحتلة لسوريا”.
ويُشير زيتون إلى أن “كل جهود بيدرسون كممثل للأمم المتحدة لا تخرج عن كونها إبر مخدرة للشعب السوري ومسرحيات تتم ترويجها دولياً على أن المجتمع الدولي يسعى لإيجاد حل للمأساة السورية لكن الوضع يزداد سوءاً”.