كيف يقضي سكان درعا شهر رمضان في ظل ارتفاع الاسعار وانعدام القدرة الشرائية؟

مؤيد الأشقر – درعا

شهدت مدينة درعا جنوب سوريا تحولاً ملحوظاً في حياة سكانها مع بداية شهر رمضان، حيث أظهرت الأسواق تراجعاً في حركتها نتيجة ارتفاع الأسعار على المواد الغذائية والخضروات واللحوم.

يقول ميسر الفالوجي (50 عاماً)، صاحب محال لبيع المواد الغذائية في درعا، إن الحركة التجارية شهدت تراجعاً غير مسبوق مع انطلاق شهر الصيام هذا العام.

ورغم اعتياد سكان المدينة على شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية في رمضان، فإن نسبة المستمرون على هذه العادة خمسة في المئة من سكان المدينة، حسب البائع.

ويشير لنورث برس إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، حيث وصل سعر كيلو الأرز إلى 35 ألف ليرة سورية، وكيلو السمنة إلى 50 ألف ليرة، وكيلو العدس إلى 25 ألف ليرة، بالإضافة إلى زيادة بنسبة تجاوز الثلاثين في المئة في أسعار المواد الرئيسية لوجبة السحور.

وبالفعل اعتقدت لمياء الشهاب (اسم مستعار) وهي أرملة تعيش في درعا، أن تلقيها لحوالة مالية قدرها 50 دولاراً سيكفيها لشراء مستلزمات رمضان من مأكولات ومشروبات، إلا “أنها صدمت من ارتفاع الأسعار”.

وقالت الشهاب (38 عاماً)، “عندما ذهبت إلى السوق كانت الأسعار كالصاعقة حيث وصل سعر كيلو اللحمة إلى 225 ألف ل.س، والدجاج إلى 40 ألف ليرة ، اما بالنسبة للخضروات الكوسا 25 ألف ليرة، الفاصوليا الخضراء 30 ألف ليرة ، الباذنجان 20 ألف ليرة”.

وتجنبت الشهاب شراء احتياجاتها من المواد الغذائية واكتفت بتحضير قائمة اقتصرت على الضروريات مثل الجبنة والزبدة والمربى والحلاوة والمرتديلا، مع بعض مواد التنظيف.

أما علي الزوباني (53 عاما) فقد زاد قلقه مع حلول شهر رمضان في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها. وخاصة بعد فقدانه لوظيفته في صيانة الإلكترونيات بسبب مشاكل في عينيه.

ويشير إلى أن عائلته تتكون من خمسة أفراد ثلاث بنات إلى جانبه هو وزوجته.

وقال في حديثه لنورث برس، “رمضان ليس كغيره من الأيام لأن متطلباته تزداد بشكل كبير حيث لا تستطيع أن تختصر على الطعام لأن الجسم بحاجة بعد صيام طويل لأنواع العصائر والحلويات التي باتت من الماضي”.  

عبّر رضوان العمري (36 عامًا)، العامل في إحدى محطات بيع المحروقات، عن تحولات شهر رمضان هذا العام. حيث غابت المبادرات والفعاليات التي كانت تساعد السكان في السنوات السابقة.

ويتلقى العامل راتب اليومي قدره 50 ألف ليرة سورية، إلا أنه “مجبراً على التوفير” لتأمين شراء ملابس العيد لطفليه وذلك في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تفرض عليه مراجعة استعدادات العيد منذ الآن والبحث عن حلول توفير التكاليف التي تتجاوز المليون ليرة سورية.

ويبرز واقع سكان مدينة درعا في شهر رمضان، حيث يواجهون تحديات اقتصادية جسيمة نتيجة لارتفاع الأسعار وانعدام القدرة الشرائية. تتجلى هذه التحديات في تراجع الحركة التجارية وزيادة الأسعار بشكل غير مسبوق، مما يؤثر على قدرة الأسر على تأمين احتياجاتها الأساسية خلال هذا الشهر الفضيل.

تحرير: محمد حبش