عيون ترى وقلوب تتحسر .. سكان بريف حلب محرومون من أملاكهم
آردو جويد – حلب
اضطر حسن لإخفاء هويته بهدف الوصول لبلدة ماير بريف حلب الشمالي، للاطلاع على أحوال ممتلكاته بعد استيلاء فصائل إيرانية على المنطقة.
يقول حسن حنورة (40 عاماً) لنورث برس أنه عندما سأل عنصر من الفصائل المتنفذة عن أحد أصدقائه، دون أن يذكر أنه من سكان المنطقة الأصليين، قيل له أنهم “محرومون من العودة وهم مطلوبون للأجهزة الأمنية”.
واستولت عناصر تابعة لإيران على ممتلكات السكان الأصليين بريف حلب الشمالي، وذلك بعد سيطرتها على القرى المجاورة لبلدتي النبل والزهراء.
وخسر الرجل ممتلكاته من منزل وأراض زراعية وسيارة خلال هجوم القوات الحكومية وعناصر موالية لإيران على المعارضة المسلحة التي كانت تسيطر على البلدة حتى عام 2016.
انتقامٌ من سنوات الحصار
منذ بداية الحرب في سوريا شهدت بلدتي نبل والزهراء ذوات الغالبية الشيعية حصاراً شديداً من قبل فصائل المعارضة المسلحة، ومن جانبها قامت القوات الحكومية بضغط من إيران بإرسال مساعدات للبلدتين جواً.
وأغلقت فصائل المعارضة الطريق الرئيسي وقطعت وصول الامدادات اللوجستية من غذاء ودواء بهدف الضغط على الحكومة السورية وإجبارها على الانسحاب.
ولفك الحصار، شهدت المنطقة هجوماً عنيفاً في بداية عام 2016، بمشاركة القوات الحكومية والإيرانية وحلفائها. أدى لنزوح أغلب سكانها مع انسحاب الفصائل.
حسب إحصائية رسمية من مجلس محافظة حلب نزح جراء الاتفاق الإيراني التركي الروسي عام 2020 نحو 68 ألف شخص من 16 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي نحو الريف الغربي مع الفصائل المعارضة.
ووقعت مناطق ريف حلب الشمالي بالكامل تحت سيطرة الفصائل الإيرانية التي ترفض عودة السكان بحجة ارتباطهم بفصائل المعارضة. وذلك انتقاما لسنوات الحصار التي فرضها مسلحون معارضون على البلدتين.
يقول هشام نداف، وهو من سكان بلدة بيانون في الريف الشمالي، أن المنطقة تعاني برمتها من ممارسات الفصائل الإيرانية الذين نهبوا وحرموا السكان الأصليين من الممتلكات والاراضي الزراعية ومنعوهم من العودة بحجة “منع تشكيل خلايا إرهابية ضدهم”.
ويضيف لنورث برس، “حتى المسؤولين العسكريين والأمن الوقائي الخاص بالطائفة الشيعية لم يعد قادرون على ضبطهم”. مشيراً إلى كثرة عمليات السلب والخطف في الطرقات العامة طلب الفدية من ذوي الخاطفين.
ابتلاع الثروات والاقتصاد
وتحكم الفصائل الإيرانية قبضتها على الأنشطة الاقتصادية والتجارية في المنطقة، حيث يسيطرون على المعامل الصناعية يتحكمون بتوزيع الغاز وعمل الأفران ويعيشون على مأساة السكان المتبقين في تلك المناطق.
ويقول محمود حوا (50 عاماً)، وهو من سكان بلدة عندان في الريف الشمالي لمدينة حلب، لنورث برس، إن جميع مفاصل الحياة الاقتصادية والاعمال التجارية والممنوعات تحت سيطرة المسلحين التابعين لإيران.
ويشير إلى انهم يسيطرون على كافة المعامل المتواجدة في الريف الشمالي، بفرض اتاوات على أصحابها ويقول أن معمله سلب بعد سيطرتهم على المنطقة.
ويضيف: “الدولة منحت ترخيص توزيع الغاز لسكان من نبل فقط مما جعلهم يتحكمون في سعر المادة في السوق السوداء والتلاعب بجودتها دون رقابة”. مؤكداً على فقدان المؤسسات الحكومية للسيطرة في تلك المنطقة.