قطاع الدواجن في شمالي سوريا.. خسائر “فادحة” ومطالب بزيادة الدعم
دلسوز يوسف – الحسكة
بعد شهرين من الإغلاق بسبب المرض الذي أثر على الدواجن، قرر أحمد علي وهو أحد مربي الدواجن بفتح أبواب مدجنته في أطراف مدينة الحسكة، رغم صعوبات تكاليف الإنتاج التي باتت تهدد القطاع الذي يشكل رافداً هاماً للاقتصاد المحلي.
وتكبد مربو الدواجن خسائر كبيرة جراء انتشار مرض “نيوكاسل” الذي تسبب بنفوق أعداد كبيرة من الطيور وارتفاع أسعار الدجاج في الأسواق المحلية بسبب الاعتماد على الاستيراد متجاوزة 30 ألف ل.س للكيلو الواحد أي ما يعادل 2 دولار (سعر الصرف في السوق السوداء حالياً).
وبلغت خسائر “علي” (44 عاماً) نحو 8 آلاف دولار، بسبب المرض واضطراره لبيع جزء كبير من الطيور قبل اكتمال مراحل النمو (45 يوماً).
خسائر وارتفاع التكاليف
ويشير المربي لـ نورث برس إلى عوامل أخرى تضاف لقائمة الخسائر وارتفاع تكاليف الإنتاج منها “قلة المحروقات وتأمينها بالسعر الحر بنحو 5 آلاف ل.س لليتر الواحد، وارتفاع سعر العلف إلى 670 دولار للطن الواحد”.
ويضيف: “نشتري فرخ الدجاج بـ 70 سنت (نحو 10 آلاف ل.س) وطن الفحم بـ 70 دولار وصهريج المياه بـ 12 دولار ، في ظل ضعف الإنتاج”.
أما محمود عبد الفتاح هو أيضاً مربي دواجن بلغت خسائره بسبب المرض حوالي 13 ألف دولار أميركي، يقول: “يجب أن أعمل سنة كاملة لتعويض خسارتي، بسبب قلة الدعم من اللقاح والمحروقات والفحم والعلف وغيرها”.
ويضيف “هذه الأمور كلها تؤثر على تكاليف الإنتاج وزيادة في أسعار اللحوم في الأسواق، لذلك فأن دعم قطاع الدواجن سينعكس بشكل مباشر على أسعار اللحوم في الأسواق”.
ويطالب المسؤولين بزيادة الدعم لقطاع الثروة الحيوانية حيث بلغت أعداد المداجن في شمال شرقي سوريا 1200 مدجنة، وفق إحصائيات رسمية.
وكانت هذه الدواجن تحقق الاكتفاء الذاتي للأسواق المحلية من اللحوم البيضاء، إلا أن العقبات التي واجهت القطاع والظروف الاقتصادية الصعبة دفعت الكثيرين للعزوف عن هذه المهنة.
خطة غير واضحة
ولا ينكر سامر الجوهر، الإداري في قسم الثروة الحيوانية بالحسكة، توقف المداجن عن العمل، حيث توقفت 70% من مداجن المنطقة بسبب “الظروف الاقتصادية والهجمات التركية المستمرة على المنطقة واستهداف محطات طاقة وآبار نفط”.
ويشير إلى أن مربي المداجن يعانون من انخفاض مخصصات المحروقات وارتفاع أسعار الأعلاف والذي يشكل نحو 65 % من تكاليف الإنتاج.
وكشف المسؤول عن وجود “خطة” لدعم قطاع الدواجن، منها “زيادة مخصصات المحروقات بعد أن يستعيد قطاع المحروقات عافيته ودعم المربين بالمواد العلفية ومستلزمات الإنتاج الأساسية”.
لكن المسؤول لم يحدد المدة الزمنية لبدء تطبيق هذه “الخطة” أو حتى تفاصيلها.