“لحم الفقراء”.. بدائل اللحوم تتسلل إلى مائدة الطعام بريف دمشق 

محمد الموسى – ريف دمشق

يعاني سكان مدينة دوما بريف دمشق من ارتفاع كبير في أسعار اللحوم بأنواعها، وسط ظروف معيشية صعبة وانخفاض في فرص العمل والدخل الشهري، وسط حالة اقتصادية صعبة تعيشها  البلاد منذ أكثر من عشرة أعوام.

ووصل سعر كيلو الواحد من لحم الخراف إلى 210 ألف ليرة سورية، فيما وصل سعر كيلو اللحم البقري إلى 200 ألف ل.س، وكيلو لحم اللية إلى نحو 100 ألف ل.س. أما لحم الجاموس فوصل سعر الكيلو إلى 60 ألف ل.س. ولحم الدجاج 45 ألف ل.س.

بدائل تتسلل إلى المائدة

يعبّر “أحمد” (لم يرغب بالتصريح عن اسمه الكامل)، البالغ من العمر 45 عاماً، عن استيائه من ارتفاع أسعار اللحوم، مشيراً إلى أنه منذ خمسة أشهر لم يستطع شراء اللحوم بسبب الأسعار الباهظة، التي لا تتناسب مع دخله الشهري.

ويشتري من أسواق مدينة دوما بريف دمشق، العظام التي تباع بسعر 10 آلاف ل.س للكيلو الواحد، لتقوم زوجته بطهيها واستخدامها في الطعام للحصول على بعض الدسم.

أما “نهاد” (لم تصرح عن اسمها الكامل) وهي ربة منزل في عقدها الثالث، قالت لنورث برس إنها تشتري ما يعرف بـ  “لحم النترا”.

ولحم النترا وهو مزيج من عظام ودهون وجلد، يعجن معاً ويستخدم في حشو الكبة والسمبوسك بدل اللحوم، ويباع الكيلو الواحد بـ 40 ألف ليرة سورية.

وتضيف: “أشتري كيلو واحد كل شهر، وأقوم بتوزيعها على كامل الشهر، حيث يبلغ راتب زوحي 280 ألف ل.س فقط”.

لحم الفقراء

من جانبها لجئت “لمى” وهي معلمة تبلغ من العمر 33 عاماً، إلى بدائل أقل تكلفة وهي عبارة دهون عجنت مع البطاطا المهروسة وتستخدم لإضفاء نكهة وملمس دسم للوجبات.

وتعيش المعلمة مع طفليها بعد وفاة زوجها براتب شهري  قدره 150 ألف ل.س أي ما يعادل 20 دولاراً أميركياً حسب سعر صرف الدولار في السوق السوداء.

ويسمى هذا الصنف محلياً بـ “لحم الفقراء”، وهو خياراً شائعاً بين العديد من الأسر في ريف دمشق، تعبيراً عن عجز السكان عن شراء اللحوم الحمراء والأصناف الأخرى.

يتراوح سعر الكيلو الواحد من “لحم الفقراء” بين 50 ألف ل.س إلى 75 ألف ل.س، ويعتمد السعر على نسبة الدهون في المزيج

الأسعار في ارتفاع.. ما الأسباب؟

أشار اللحام مصطفى سطله (40 عاماً)، والذي يمتلك محلاً في سوق دوما الرئيسي، إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم يعود إلى تهريب المواشي إلى دول العراق ولبنان.

 وأضاف في حديثه لنورث برس، أن ارتفاع تكلفة النقل بسبب ارتفاع أسعار الوقود، حيث وصل سعر لتر المازوت إلى 15 ألف ل.س. مشيراً إلى أن الحواجز الأمنية تفرض رشاوى تصل إلى 50 ألف على وسائل نقل المواشي للسماح لها بالدخول إلى المدينة.

وبعد أكثر من 12 عاماً من الحرب السورية، تشهد البلاد أزمة اقتصادية خانقة، خسرت معها العملة المحلية أكثر من 99% من قيمتها. ويعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر، في حين يعاني أكثر من 12 مليوناً منهم من انعدام الأمن الغذائي، وفق تقارير أممية.

تحرير: محمد حبش