عوامل جوية وتكاليف باهظة.. موسم البطاطا في الجزيرة السورية غير مبشّر
دلسوز يوسف – القامشلي
يشكو المزارع سعيد جميل بين حقله المزروع بالبطاطا بريف مدينة عامودا، شمال شرقي سوريا، من تدني إنتاج محصوله هذا العام، جراء العوامل الجوية وارتفاع تكاليف الزراعة.
وانخفض انتاج المزارع نحو النصف وذلك مقارنة بالأعوام السابقة إذ “بلغ المحصول لنحو طن ونصف لكل دونم، مقارنة بالعام الماضي الذي وصل لنحو ثلاثة أطنان” يقول جميل.
وأثر تشكل الصقيع أثناء الموسم الشتوي على إنتاج محصول البطاطا هذا العام، والذي يزرع بنسبة 90 % في مدينة عامودا من إجمالي المساحات المزروعة في الجزيرة السورية، وفق مديرية الزراعة التابعة للإدارة الذاتية.
تكاليف باهظة
وشكا المزارعون من ارتفاع تكاليف الزراعة هذا الموسم، نتيجة رفع الدعم عن المحروقات عقب قصف القوات التركية للحقول النفطية في شمال شرقي سوريا، نهاية العام الفائت ومطلع العام الجاري، بالإضافة إلى شراء البذار بالعملة الصعبة (الدولار الأمريكي).
ويتوقع جميل (36 عاماً) الذي زرع 500 دونماً من البطاطا، خسائر بمحصوله بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج.
ويقول لنورث برس: “وصل الطن الواحد من البذار إلى 300 دولار أمريكي، أما مادة المازوت فقد كنا نشتري بـ 4600 ليرة”.
وبلغت المساحة المزروعة بمحصول البطاطا هذا العام إلى 3 آلاف و 373 دونماً، بعدما كانت التوقعات تشير لوصولها إلى 4 آلاف دونم عقب النجاح الذي حققه خلال السنوات الفائتة، ووصل إلى مرحلة تحقيق الاكتفاء الذاتي للسوق المحلي، بحسب مديرية الزراعة في الجزيرة.
وبدأت تجربة زراعة البطاطا للمرة الأولى في منطقة عامودا عام 2011، ضمن مساحات صغيرة قبل أن تتوسع سنوياً.
إنتاج ضئيل
وفي سوق الخضار بمدينة عامودا، يشير محمد عبدالله وهو أحد الباعة، إن زراعة وإنتاج محصول البطاطا كان جيداً في الأعوام السابقة “كان يتم تخزينه في البرادات وتوفره بشكل دائم”.
ويضيف “لكن هذه السنة تغير الوضع ولحق ضرر كبير بالمحصول، مما قلّ الإنتاج وزيادة أسعار المحصول”.
ويباع حالياً الكيلو الواحد من الإنتاج المحلي بـ 3500 ل.س ، وبسعر 4 آلاف للبطاطا المستوردة.
وتوقف الباعة عن استلام محصول البطاطا المحلي بسبب قلة إنتاجه وارتفاع أسعاره. حسب عبد الله.
ويستذكر وهو يقارن الإنتاج الحالي مع الأعوام الماضية التي كانت الأسعار مناسبة جراء دعم المزارعين بكافة المستلزمات.
ويزرع البطاطا على شكل موسمين سنوياً في منطقة الجزيرة، صيفاً وشتاءً، حيث انتهت قبل عدة أيام الموسم الشتوي والتي يباشر المزارعون جنيها في شهر شباط، بينما الصيفي في شهري حزيران وتموز.
وبعدما كانت إنتاجه ترفد أسواق المحلية بالبطاطا طوال فترة الموسم، بالكاد وصلت إلى تغطية حاجة السوق بنسبة 10 % هذا العام، وفق سليمان بارافي وهو تاجر للخضار والفواكه في المنطقة.
ويؤكد بارافي، أنه في العام الماضي كان محصول البطاطا في منطقة عامودا “يغطي حاجة منطقة الجزيرة ويقلل الحاجة إلى استيراد المحصول من خارج المنطقة ويخفض نسبة أجور الشحن المضافة إلى أسعار المحصول مما كان يؤدي ذلك إلى رخص في أسعاره وتوفره بجودة جيدة”.
وأضاف: “أما العام الحال تغير، بعد ارتفاع تكاليف الزراعة وتأثر الزراعة بشكل عام من جراء ذلك”.