رفضاً لتسوية أعلنتها حكومة دمشق.. إضراب وإغلاق عام في السويداء

السويداء – نورث برس

قام سكان مدينة السويداء جنوبي سوريا، الثلاثاء، بتنفيذ إضرابٍ وإغلاق عام شمل جميع نواحي الحياة في المدينة رفضاً لأي تسوية تعلنها حكومة دمشق للمصالحة معها، معتبرين أن أي قبول للتسوية مع الحكومة يعني قتل الانتفاضة وقتل الاحتجاجات التي اندلعت ضد “النظام السوري” قبل نصف عام.

وأمس الاثنين، دعا ناشطون ومحتجون في السويداء وريفها جنوبي سوريا إلى إضراب وإغلاق عام في المدينة والريف رداً على ما قالوا إنها “محاولات للنظام السوري لإفشال انتفاضة السويداء”، وسط أنباء عن استئناف الحكومة لتسويات كانت قد بدأتها قبل عامين.

وانطلق الإضراب العام في مدينة السويداء منذ ساعات الصباح الأولى وشمل جميع مفاصل الحياة داخل المدينة حيث قام محتجون بقطع الطرقات بحرق العجلات، كما قام السكان بإغلاق جميع محالهم التجارية وتعليق الدوام في جميع المؤسسات الحكومية.

وقال فادي الشعار وهو أحد مشاركي الاحتجاجات وأحد سكان السويداء حول الإضراب، إن “هذا اليوم يوم جميل ومليء بالإنجازات لانتفاضة السويداء المستمرة منذ شهور”.

وتابع أنه “اليوم قام تجمع المهندسين الزراعيين باعتصام أمام مقر النقابة لمنع حضور ممثلين من حكومة دمشق وحزب البعث للمؤتمر السنوي للنقابة، وقمنا بتعطيل المؤتمر ومنع أي تمثيل للحكومة ضمنه”.

وأضاف أيضاً أنه “يوجد عدة أمور يجب أن يقوموا بها في محافظة السويداء رداً على استهزاء حكومة دمشق وإهانتها  لكرامة الناس من خلال الدعوة لتسوية أوضاع المشاركين في الحراك والاحتجاجات ضد النظام”.

وأوضح أنه ستكون غداً هناك مظاهرة أمام مقر التسوية المعلن عنها من قبل حكومة دمشق، معتبراً أن يوم الغد سيكون يوم تاريخي، وفقاً لقوله.

وقال عامر أبو غازي وهو أحد المشاركين في احتجاجات وحراك السويداء، “اليوم الإضراب بدأ عند الساعة السابعة صباحاً للحفاظ على الكرامة وتحقيق مطالب الشعب السوري وأهل السويداء وتحقيق النصر والخلاص من النظام السوري الحاكم الذي يحارب السكان بكافة الطرق وبجميع وسائل الحياة”.

وتابع أنه “اليوم تواجدت جميع فصائل الجبل وتوحدوا من أجل قطع الطريق وتنفيذ إضراب ضد قرار التسوية وحكومة دمشق”، ووصف وضع الإضراب بالجيد، وتمنى من الجميع التجاوب معهم لأنه يعتبر أن المحتجين هم أصحاب مطالب محقة وأنهم مع “النظام السوري” لن يستطيعوا العيش ويريدون حلاً لهذه المسألة.

وتتواصل تظاهرات السويداء في الجنوب السوري، بشكل يومي، حيث جاوزت النصف عام من المطالبة بالتغيير السياسي ورحيل السلطة وضرورة تطبيق القرار الدولي 2254.

وانطلقت التظاهرات منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، على خلفية الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية المتردية في المحافظة، بسبب سياسات السلطة التي تمارس من تضييق اقتصادي ممنهج وتهجير للشباب ورفع أسعار بشكل متكرر، ودعم عصابات في السويداء وانتشار المخدرات وتسهيل تهريبها على الحدود مع الأردن.

كما وقال عدنان الشاعر وهو أحد المحتجين من السويداء، “نحن اليوم قمنا بهذا الإضراب رفضاً للتسوية التي أعلنتها حكومة دمشق ونحن نعارض جميع الأمور التي يعمل عليها حزب البعث وأتباعه ونحن كتجمع أحرار جبل العرب نقول إن الثورة والاحتجاجات مستمرة في الجنوب السوري حتى تحقيق النصر”.

وأردف، “نحن لا نريد أية تسويات من قبل هذا النظام ومن قبل حزب البعث الخائن الذي دمر البلاد لأعوام وأعوام فنحن اليوم قمنا كتجمع أحرار جبل العرب بإغلاق فروع الحزب وانتفاضتنا ستستمر بها حتى ننتصر”.

وخلال النصف عام على انطلاق المظاهرات في السويداء، حققت تلك “الانتفاضة”، كما يسميها سكان في المحافظة، “إنجازات، منها إقفال مقار حزب البعث، وتشكيل نقابات مدنية حرة وتيارات وهيئات سياسية رفعت الصوت ضد السلطة ونظام الاستبداد”.

وقال محمد جمول وهو من السويداء ومن المحتجين، “هذا النظام منذ 50 سنة لم يقدم شيئاً لصالح البلاد ونحن عانينا هذه الأعوام كلها ويكفي الآن”.

وأضاف أن “الشعب السوري  صبر جميع هذه السنوات على الذل والإهانة والجوع والفقر والتغييب والتهميش ويجب أن تتحرر سوريا من جميع هذه الأمور، ولم يعد هناك مجال للمراهنة اليوم بعد أن تم تدمير البلد فهناك خمسة جيوش تحتله الآن، وجميعنا لن نصدق بعد اليوم أي شيء من هذا النظام”.

إعداد وتحرير: سعد اليازجي