هل يخرج الاتحاد الأوروبي من مظلة الناتو مع عودة ترامب المحتملة للبيت الأبيض؟
غرفة الأخبار – نورث برس
أثارت تصريحات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والمرشح الأبرز للحزب الجمهوري للمنافسة على كرسي البيت الأبيض، حول عدم رغبته بحماية دول الناتو التي تتأخر في مساهماتها، جدلاً استعدى رداً من الرئيس الأميركي جو بايدن، وردود فعل من الاتحاد الأوروبي.
وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” قبل أيام أن دول الاتحاد الأوروبي تستعد لاحتمال فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وتناقش إنشاء هيكل يمكن أن يكون بديلاً للناتو، وأن القادة والمسؤولون والدبلوماسيون الأوروبيون يُدركون بشكل متزايد الحاجة إلى الانخراط في القضايا الأمنية مع الرئيس السابق دونالد ترامب وحلفائه.
وأضافت أن “أوروبا كانت تراقب السياسة الأميركية منذ أشهر، وهي متخوّفة من ضعف الرئيس الأميركي جو بايدن، كما تخشى العودة إلى الأيام التي كان فيها ترامب يهدّد العلاقة عبر الأطلسي والتي أبقت أوروبا مزدهرة وفي وضع مريح تحت مظلة الأمن الأميركي”.
“ورقة ضغط”
ورغم نظريتها إلا أن هذه التصريحات من الجانبين أثارت مخاوف انقسام العالم إلى مراكز قوى وأقطاب مختلفة، من واشنطن قال الكاتب والصحفي سيروان قجو، إنّ مسألة إنشاء هيكل يمكن أن يكون بديلاً للناتو ليس بالأمر السهل.
مضيفاً في تصريح لنورث برس أن الأوروبيين غير مستعدين للتخلي عن الناتو أو بناء وإعادة هيكلية جديدة، “ربما هناك تفاهمات أوروبية دفاعية جديدة فيما بينهم لكن ليس كبديل للناتو”.
يرى قجو أنه ليس هناك أي قوة عسكرية أو كيان عسكري يمكن أن ينوب ويكون بديلاً عن الناتو لأنه تجربة ناجحة بسنواتها السبعين وخبرتها الكبيرة بين دول الغرب الأوروبية والولايات المتحدة.
أما عن الموقف الأوروبي يقول قجو إنها “ورقة ضغط” بأنهم دول الأكثرية في الحلف.
“القارة العجوز بعد أوكرانيا”
أما الكاتب الصحفي، علي ضاحي، فيرى أن الحرب الأوكرانية أثبتت ضعف القارة العجوز وتبعيتها للولايات المتحدة، “وهي لا تملك أي قرار مستقل عن الناتو وبمثابة فرقة من فرق الجيش الأميركي”.
وقال ضاحي المقيم في لبنان إن الدول الأوربية مقيدة باتخاذ هكذا قرار لاسيما أن تمويل وتسليح الناتو مقدم كله من الولايات المتحدة، وهي تدير وتسيطر على الناتو ومجلس الأمن والمؤسسات الدولية لذلك من الصعب الانتفاض بوجهها، بحسب رأيه.
لكنه أشار إلى إمكانية إبرام معاهدات دفاع مشتركة بين الدول الأوروبية.
“خلل الهيكلية”
ومن ألمانيا يرى الكاتب الصحفي، حسام نجار، أن أوربا تحاول وضع استراتيجية جديدة في التعامل مع أي تغيير محتمل بالرغم من أنها لا تود الخروج من الحلف أو زعزعة الاستقرار، لكنها لا تريد تفرد أميركي بقرارات الناتو.
ويذكر نجار أنه سبق لفرنسا في عهد شارل ديغول أن خرجت من الحلف لهذا السبب أيضاً.
منوهاً إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية أفرزت نتائج جعلت أوروبا تدفع الثمن باهظاً على حساب راحة أميركا.
وتحدث عن خلل الهيكلية في الناتو مستشهداً بالموقف التركي من انضمام السويد، وكيف بإمكان دولة واحدة لجم ومحاصرة كل دول الحلف.