سوريا.. بقعة جغرافية صغيرة لتصفية حسابات دولية كبيرة

غرفة الأخبار – نورث برس

استبشر السوريون خيراً عندما بدأت الاحتجاجات في درعا جنوبي البلاد، طمحوا لمستقبل أفضل لكنهم لم يعلموا أنها ستكون دوامة عنف تدور لـ 13 عاماً، وتُدفع فاتورتها بمقتل مئات الآلاف ومثلهم من المفقودين وملايين اللاجئين في أصقاع الأرض.

أربع دول كبيرة دخلت هذه البقعة الصغيرة بحسابات وأجندات مختلفة، كلها كانت على حساب أوجاع السوريين وإطالة سنين الحرب.

فتدخلت روسيا لمساندة الحكومة التي خسرت أكثر من نصف البلاد، وعبرت تركيا حدودها عبر مساندة المعارضة الموالية لها لأهداف أبرزها محاربة الكرد، وقالت إيران إنها جاءت بطلب حكومي لمساندتها وحماية المزارات الشيعية، ودخلت الولايات المتحدة بعد هجوم “داعش” على كوباني لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

تعقدت الأمور بعد شن روسيا الحرب على أوكرانيا قبل عامين، وازدادت تعقيداً بعد شن حركة حماس هجوماً على إسرائيل قبل أشهر، لتفرض كل من روسيا وإيران حرباً خاصة ضد القوات الأميركية المنتشرة في سوريا.

يقول الخبير الأمني والاستراتيجي، عدنان كناني، في تصريح لنورث برس، إن روسيا تهدد الولايات المتحدة بموضوع أوكرانيا واتفاقها مع إيران والصين وكوريا الشمالية، وهذا يمكن أن يضر بالمصالح الأميركية  في المنطقة وقد يُنذر بحرب عالمية ثالثة تؤثر على كل العالم.

ويضيف العميد العراقي المتقاعد أن روسيا تود تحقيق ما كان يطمح به الاتحاد السوفيتي سابقاً، وتحاول بكل الطرق موازنة القوة في المنطقة.

أما تركيا، فيقول كناني إنها تخشى في الدرجة الأولى من “قيام دولة كردية” وحصول الكرد على حقوقهم القومية في سوريا.

بينما اتفقت مصالح الروس والأتراك وتضاربت في أماكن وأزمنة مختلفة، ووصلت حتى النزاع المباشر حين أسقطت أنقرة طائرة لموسكو قرب حدودها، وحين قتلت الأخيرة عشرات الجنود الأتراك في إدلب شمال غربي سوريا.

ويشير العميد المتقاعد إلى طهرات التي ظهرت في المنطقة كـ “قوة تريد فرض سيطرتها وأجنداتها”.

مع كل هذه الظروف المعقدة، يستبعد الخبير الأمني والاستراتيجي أي فرص قريبة للحل في سوريا، مرجحاً تقسيم البلاد.

ويقول عدنان كناني إن هناك مشاريع تقسيمية في المنطقة تستهدف سوريا والعراق ولبنان، تحت مسميات دينية وقومية، وهو ما جعل هذه البلدان وبالأخص سوريا، ساحة ساخنة لتصفية الحسابات الدولية.

إعداد وتحرير: عكيد مشمش