وسط مخاوف من تكرارها.. أشوريو تل تمر يحيون ذكرى هجوم “داعش”
دلسوز يوسف ـ الحسكة
بمرور 9 سنوات على اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، لقراهم المسيحية على ضفاف نهر الخابور شمالي الحسكة، شمال شرقي سوريا، لا يزال شعور الخوف يراود جميلة كاكو التي كان التنظيم أسرها برفقة 230 أشورياً آخرين.
وأمام حشد من الحضور اجتمعوا في صالة الكنيسة القديسة في بلدة تل تمر، لإحياء ذكرى الهجوم، تستذكر السيدة الأربعينية “كاكو”، ما مرت به في ذلك الوقت، وتقول: “بقلوبهم السوداء مع انتشار سفك الدماء، قاموا بأسرنا وخطفنا رجالاً وشيوخاً ونساءً وأطفالاً”.
وشن تنظيم “داعش” هجوماً عنيفاً على منطقة تل تمر في 23 شباط / فبراير 2015، قبل أن يتم طرده من قبل مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية بعد نحو ثلاثة أشهر من المعارك.
وأسفر الهجوم حينها عن مقتل عدد من الأشوريين وتدمير 11 كنيسة وتهجير الآلاف من ديارهم، قبل أن يطلق التنظيم سراح المختطفين ومن بينهم “كاكو” بعد عدة أشهر وعلى مراحل لقاء مبالغ مالية كبرى.
وتحت شعار “من سيفو وسيميل إلى الخابور.. مقاومتنا تبقى وتستمر”، أحيت لجنة التنسيق والتشاور للأحزاب السريانية الأشورية ذكرى ذلك الهجوم، مساء أمس الجمعة.
وعقب إنهاء كلمتها، قالت “كاكو”، وهي عضوة في الهيئة العامة للحزب الأشوري الديمقراطي، مستذكرة لحظات الهجوم: “كان يوماً مرعباً وترك خلفه صدمات كثيرة بذاكرتنا وخاصة لدى الأطفال والشيوخ، حيث لم يكن في الحسبان أن يحدث هكذا أمر لقرانا وأهلنا وخاصة اختطافنا وعدم معرفتنا لمصيرنا بعدها”.
وأضافت لـنورث برس: “لا تزال المخاوف قائمة لدينا وعدم الإحساس بالأمن، ولايزال التهديد موجوداً على قرى الخابور ومستهدفاً للوجود والمكون الآشوري”.
وتقلص عدد الأشوريين عقب الهجوم إلى بضعة مئات في منطقة الجزيرة السورية، بعدما كان يقدر عددهم بنحو 25 ألفاً قبل الأزمة الراهنة، بحسب إحصائيات أشورية.
وشددت “كاكو” على أنه نتج عن ذلك الهجوم تبعات منها إفراغ قرى المكون الأشوري من سكانها، واصفةً إياها بـ”سيميل الثانية”.
وارتكبت السلطات العراقية “مذبحة سيميل” بحق الآشوريين في عام 1933، في عمليات تصفية منظمة بعهد فيصل الأول وحكومة رشيد عالي الكيلاني، والتي راح ضحيتها الآلاف.
وأشارت “كاكو” إلى أن “التاريخ يعيد نفسه وتم ذلك بشكل متعمد ومستهدف لإفراغ المكون الآشوري من هذه المنطقة وقد بقي اليوم أقلية لاتزال تعيش في قرى الخابور لأن الغالبية قد هاجرت أو انتقلت إلى مناطق آمنة أكثر”.
بدوره قال كبرئيل موشي، مسؤول المنظمة الآثورية الديمقراطية، إنهم نظموا هذه الفعالية لتوجيه عدة رسائل “إننا ندعو إلى أن يسود الأمن والسلام والاستقرار وتهيئة الظروف من أجل عودة أبناء الخابور إلى موطنهم والعمل معاً بالتعاون والشراكة مع كافة القوى الوطنية الموجودة في هذه المنطقة”.
وأشار “موشي” في حديث لنورث برس، إلى أنهم كشعب سرياني آشوري يطالبون بحقوقهم القومية المشروعة المتمثلة بـ”الاعتراف الدستوري للوجود والهوية القومية للسريان والآشوريين وضمان كافة حقوقهم المشروعة ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباً”.
وتتواصل المنظمة الآثورية مع مسؤولي الإدارة الذاتية، لمعالجة مشاكل النزوح والأمن، كما تخاطب القوى المؤثرة في التحالف الدولي، بضرورة التأكيد على إعمار قراهم وإعادة الحياة إليها، بحسب “موشي”.