“يصفون حساباتهم هنا”.. سكان بريف الحسكة يعيشون على وقع تهديدات إيرانية

سامر ياسين – الحسكة

تتساءل بشرى باستغراب، “ما ذنبنا نحن كمدنيين أن نكون ضحية صراعات بين دول بعيدة كل البعد عنا، جاءت لتصفية حساباتها على أرضنا؟

وتعرب بشرى حميد (32 عاماً)، وهي إحدى سكان مدينة الشدادي بريف الحسكة، عن خوفها من الاستهدافات المتكررة للقوات الإيرانية على القاعدة الأميركية القريبة جداً من التجمعات السكنية في المدينة.

وتستذكر “حميد”، الفترة السابقة إذ كانوا يعيشون حياة كريمة وآمنة ومستقرة، ولكن الضربات الأخيرة “أثرت بشكل كبير على الحالة النفسية لدينا، وأثرت على الأطفال حتى، خاصة بعد إصابة أحد جيراننا بسبب هذه الضربات”.

ومنذ أشهر يدور صراع بين حركة حماس الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، توسعت دائرته لتصل لبلدان مجاورة كسوريا والعراق، في ظل انتشار فصائل تتبع لإيران تنتشر في تلك البلدان.

دعم خفي

ورغم أن إيران لم تعلن بشكل مباشر دعمها لحركة حماس، إلا أن تواجد فصائل موالية لها في تلك البلدان، كان كافياً لاستهداف القواعد الأميركية هناك كرد على استهداف إسرائيل لحماس، وتخفيف الضغط عن الأخيرة.

وتجلى هذا التوسع في سوريا، عبر استهداف القوات الإيرانية لقواعد ونقاط تتبع للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية.

ولدى الولايات المتحدة قواعد في شمال شرقي سوريا، وتقوم الفصائل التابعة لإيران، باستهدافها عبر الطيران المسير. وتقوم أمريكا بشن غارات جوية على نقاط القوات الإيرانية رداً على قصف قواعدها.

وتتركز معظم نقاط ونشاط القوات الإيرانية في دير الزور التي باتت عدد من بلداتها معاقل أسياسية للقوات الإيرانية والفصائل التابعة لها. 

وتحوي مدينة الشدادي في الريف الجنوبي للحسكة، قاعدة للتحالف الدولي، وهذا ما يثير مخاوف سكان المدينة بعد الاستهدافات المتكررة والمتبادلة بين الطرفين (طهران وواشنطن).

وشدد سكان في الشدادي، على أن تلك الاستهدافات باتت تحرمهم من أبسط حقوقهم كالعيش بأمان وسلام.

حرمان من الأمان

إبراهيم غدير (42 عاماً) من سكان مدينة الشدادي، أعرب عن خوفه من هذا التصعيد على الأراضي السورية، ومن تداعيات الحرب الفلسطينية الإسرائيلية على الحالة الأمنية في مدينته.

ونهاية الشهر الماضي، سقطت قذيفة “مجهولة المصدر”، في محيط قاعدة للتحالف الدولي في بلدة الشدادي بريف الحسكة، شمالي سوريا.

وشهدت نفس البلدة استهدافات في أوقات سابقة ضد نفس القاعدة، تبنتها فصائل إيرانية.

وقال مصدر محلي لنورث برس، حينها، إن القذيفة سقطت على أطراف حي التوسعية في الشدادي، وهو نفس الحي الذي تتواجد فيه قاعدة التحالف الدولي، ولم تؤدِ إلى إصابات أو خسائر بشرية.

وأشار “غدير” في حديثه لنورث برس، إلى أن تلك الاستهدافات “أثرت بشكل كبير على الحالة الاقتصادية للسكان في المدينة”.

وأضاف: “كان هناك استهداف مباشر للمواطنين في المدينة، لذلك نحن متخوفون من هذه الاستهدافات، ونعاني من سوء حالتنا النفسية، حتى وصل التفكير بنا إلى الهجرة من المدينة بعد شعورنا بالاستقرار والأمان لفترة جيدة”.

وفي 27 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تسببت قذيفة هاون، سقطت في حي سكني بالشدادي، يبعد عن القاعدة الأميركية حوالي 500 متر، بفقدان السبعيني، صالح سليم صويلح، أحد سكان المدينة حياته.

كما تسببت قذيفة أخرى سقطت في اليوم ذاته، وسط الشدادي، ببتر قدم طفل أسعفه حينها الهلال الأحمر الكردي إلى أحد مشافي الحسكة.

وتلك الاستهدافات للمواقع الخدمية والسكنية انعكست سلباً على حياة سكان المدينة. تقول رحمة الدرمك: “جميعنا كأطفال ونساء ورجال معرضون للخطر نتيجة الضربات”.

ومن تداعيات ذلك الخطر، بحسب ما تقوله “الدرمك”، لنورث برس: “حالة الخوف والهلع عند سقوط أي قذيفة في المدينة أو بقربها، والتي تؤثر سلباً وبشكل كبير على الحالة المعيشية والأمنية”.

تحرير: معاذ المحمد