“منكوبة كهربائياً”.. أين وصلت جهود الصيانة بعد شهر على القصف التركي لشمالي سوريا؟
غرفة الأخبار – نورث برس
قصفت الطائرات التركية أواخر العام الفائت وأوائل الجاري، مصافي نفط ومحطات تحويل كهرباء وبنى تحتية خدمية، ما تسبب بتوقف قطاعات خدمية كانت قد تعرضت لقصف تركي سابق.
واستهدفت أعنف الضربات عبر الطائرات الحربية منشأة غاز السويدية بريف ديرك أقصى شرقي سوريا، ما أدى لتدمير عنفات توليد الكهرباء وخروج محطتها عن الخدمة بشكل كامل.
تسببت الضربات بأزمة للحصول على الوقود في المحطات وأزمة في الغاز المنزلي وغلاء أسعاره، وقطع المياه لأيام، وانقطاع الكهرباء عن منطقة الجزيرة حتى الآن.
حينها كشفت مسؤولة في الإدارة الذاتية، عن فقدان غالبية مصادر الطاقة في المنطقة نتيجة “العدوان التركي”، وعن سعيهم لتأمين بعض مصادر الطاقة عبر الاستيراد، مشيرةً إلى أنه هناك حاجة ملحة للدعم الدولي من أجل القدرة على تأمين احتياجات السكان وتجاوز ما وصفته بـ “الكارثة”.
وتتواصل جهود مكتب الطاقة في منطقة الجزيرة لإعادة الكهرباء، إلا أن “تحديات أكبر من القدرات والإمكانات” تقف عائقاً دون إتمام أعمال الصيانة.
“منكوبة كهربائياً”
وقال آزاد سليمان، رئيس دائرة نقل وتوزيع الطاقة بإقليم الجزيرة، في تصريح لنورث برس، إن القصف استهدفت جميع مراكز الطاقة الكهربائية التي تمت صيانتها بالقصف التركي السابق، مؤكداً أنه “كان مبرمجاً لحرمان المنطقة من الكهرباء”.
وأضاف أن قصف الطائرات الحربية التركية أخرج 12 عنفة غازية تعمل لتوليد الطاقة الكهربائية في محطة السويدية عن الخدمة ودمرها بشكل كامل.
وقال سليمان: “المنطقة منكوبة كهربائياً بشكل كامل نتيجة الضربات التركية”.
وعقب الضربات أعلنت الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة فقدان الكهرباء والماء والغاز وتوقف المشافي والمطاحن، وقالت آهين سويد، نائبة المجلس التنفيذي، إن المنطقة مقبلة على “ظروف معيشية صعبة جداً” جراء القصف التركي.
وقال مسؤول الطاقة إن القصف دمر ساحتي 230 كيلو فولط و66 كيلو فولط في المحطة، “نعمل على تجهيز الساحة 20/ 66 ك.ف، كي يتم توصيل الكهرباء إلى محطة توليد السويدية عبر الخط 230 كيلو فولط قادماً من سد الفرات بالرقة لأن عنفات التوليد بالسويدية مدمرة بشكل كامل”.
مصدر وحيد متهالك
وبقي سد الفرات مصدراً وحيداً لتوليد الطاقة الكهربائية في شمال شرقي سوريا، وهو مصدر متهالك وضعيف بسبب استمرار تركيا بخفض الوارد المائي لبحيرة الفرات في سوريا.
وسبق أن حذرت الإدارة الذاتية من احتمالية توقف سد الفرات عن العمل بشكل كامل، وقالت إن الانخفاض في حدوده الدنيا.
وأشار سليمان إلى أنهم لن يستطيعوا تزويد محطات مدن الجزيرة بالكهرباء لأن محطات التحويل تدمرت في الدرباسية والقامشلي وتربسبيه وديرك وكوباني وغيرها، ولا تتوفر لديهم بدائل لها.
وقال إن الكهرباء المتوفرة حالياً بعد ربط سد الفرات بالمنطقة تكفي فقط الأفران والمطاحن والمشافي كي تستمر بتقديم خدماتها للمنطقة.