الوسط التجاري في درعا.. باب رزق مغلق وإهمال حكومي

إحسان محمد ـ درعا

يتذمر باسل من عدم قدرته على ترميم محله التجاري في درعا، بسبب الدمار الكبير الذي لحقه بفعل الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة قبل عام 2018.

ومنذ منتصف عام 2013، ومحل باسل المسالمة، المختص ببيع الأدوات الكهربائية في سوق الرحمة بدرعا، مغلق، لحاجته للترميم بشكل شبه كامل، وهو ما لا يستطيع الرجل فعله في الوقت الحاضر.

وورث “المسالمة”، المحل عن والده، وكان مصدر رزق لست عائلات، هو واثنين من أخوته وثلاثة عمال آخرين.

ولا يزال “المسالمة”، ينتظر الوعود “الفارغة” للحكومة، بمساعدة أتجار وأصحاب المحال التجارية في ترميمها.

ويعتبر الوسط التجاري في مركز مدينة درعا، أحد أهم الأسواق في المحافظة والذي كان يقصده السكان بشكل يومي لشراء حوائجهم، كما يعد باب رزق للآلاف من الأسر في المحافظة.

وفي درعا ما يزيد عن سبعة أسواق أبرزها سوق الحرير وسوق الحميدية وسوق الحامد وسوق عكاظ وسوق هنانو والقوتلي وسوق ساحة بصرى، وجميع هذه الأسواق مدمرة باستثناء عدد قليل من المحال في سوقي هنانو والقوتلي.

وكانت القوات الحكومية قامت في الثالث عشر من أيلول عام 2013 بإحراق سوق الحامد مول بعد سرقة عدد كبير من المحال التجارية ومركز الاتصالات التابع لشركة mtn.

الوسط التجاري كان أحد ضحايا الحرب، ولا تزال محال تجارية مغلقة حتى الآن بانتظار فتحها مجدداً.

باب رزق

ذكر خالد المحاميد وهو صاحب محل أحذية لنورث برس، أنه يتحمل عبء الإيجار الكبير للمحل البديل الذي يعمل به في حي شمال الخط.

وحاله كحال الكثيرين من التجار الذين تركوا محلاتهم في السوق الرئيسي ويعملون في أحياء مثل السبيل والكاشف ويدفعون أجور محلات باهظة جداً.

ويأمل “المحاميد” الإسراع بتفعيل السوق من العودة إليه ودعمه بالتأهيل، وتقديم الخدمات الضرورية، مثل المياه والصرف الصحي والهاتف والأرصفة، وتركيب إنارة لأنها تساعد في الحماية وتنشيط الحركة ليلاً.

قال مروان الصفدي (39 عاما) لنورث برس، إنه انقطع رزقه بسبب توقف المطعم قبل عام 2018، والذي كان يعمل فيه مع أكثر من مئة وخمسين عاملاً آخرين.

وأوضح “الصفدي” أن الكثير من أصحاب المحال التجارية لجأوا إلى دول الجوار وعدد كبير منهم لم يعد بعد بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية  والانهيار الاقتصادي الحاصل في البلاد.

دعم حكومي “خجول”

صحيفة الثورة الحكومية نقلت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عن مجلس محافظة درعا عزمه على إنشاء سوق جديد للمدينة بدل الأسواق المدمرة.

وبحسب الصحيفة، قال رئيس مجلس المدينة المهندس أمين العمري، إن مشروع بناء السوق يتألف من طابقين يحوي الأول على (134) محلاً والثاني (121) محلاً مع مرافق تخديمية من ممرات ومصلى وساحات.

وشدد “العمري”، على أن السوق سيضم مختلف السلع سواء الفواكه والخضار واللحوم وفعاليات أخرى تلبي احتياجات المواطن.

ونوه “العمري” في تصريح سابق لذات الصحيفة، أنه يوجد في الوسط التجاري أكثر من ٣ آلاف من المحلات التجارية والمكاتب والعيادات وغيرها من الفعاليات، لكن طموح الكثيرين من التجار بالعودة إليه لم يتحقق بعد، لوجود أجزاء متضررة بشكل كبير وتحتاج إلى إزالة فيما غيرها يحتاج إلى إعادة تقييم وترميم.

وفي منتصف العام 2022 رسا على  أحد المستثمرين إعادة تشغيل سوق الحامد العائد للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي، وبدأ ترميمه، ولكن لم يشهد أي حركة تجارية حتى الآن، علماً أنه يضم نحو ١٨٦ محلاً تجارياً وعدداً من المكاتب في الطابق العلوي، وضمن بنود العقد السماح للمستثمر ببناء طابق إضافي.

تحرير: معاذ المحمد