مشاريع وفرت فرص عمل للنساء في الشمال السوري

أفين يوسف ـ القامشلي

قبل أربع سنوات التحقت “خلات” بدورة تدريبية للخياطة نظمها وقف المرأة الحرة في مدينة القامشلي، وتعلمت خلالها المهنة، ثم حصلت على فرصة عمل ضمن ورشة الخياطة التابعة للوقف.

تقول “خلات” لنورث برس: “حصلت على فرصتي في العمل بعد أن أتقنت المهنة، وأصبحت الآن المشرفة على ورشة الخياطة إضافة إلى عملي فيها”.

ويسعى وقف المرأة الحرة في سوريا منذ تأسيسه عام 2014، إلى تعزيز دور المرأة في المجتمع وتمكينها اقتصادياً. وتجلى ذلك من خلال المشاريع والورشات التدريبية التي أنجزها الوقف خلال الأعوام الفائتة.

مساعي لتمكين النساء اقتصادياً

ويستهدف وقف المرأة الحرة بشكلٍ خاص النساء غير المتعلمات واللاتي يصعب عليهن تأمين فرص للعمل لعدم استكمالهن تحصيلهن العلمي وعدم امتلاكهن لأي خبرات.

وتقول الإدارية في وقف المرأة الحرة، روكن خشو، لنورث برس: “يسعى وقف المرأة لبناء قدرات النساء وتمكينهن اقتصادياً من خلال التدريبات وورشات العمل التي ينظمها الوقف، ويستهدف مئات النساء سنوياً”.

وللوصول إلى أكبر عدد من النساء، تم افتتاح مكاتب للوقف في كل من (الحسكة، الدرباسية، كركي لكي، ديرك، جل آغا) في الجزيرة، وأيضاً في الرقة والطبقة وكوباني، إضافة إلى مخيمات (الهول وروج وواشوكاني).

لجان تنظيمية

وينظم وقف المرأة عمله من خلال عدة لجان، وهي (لجنة الصحة، لجنة التدريب والتأهيل، اللجنة الحقوقية، لجنة المشاريع، اللجنة الدبلوماسية)، وتعمل كل لجنة على الجانبين العملي والنظري.

ففي الجانب النظري، يتم إقامة المحاضرات التوعوية وتنظيم الحملات للمرأة والمجتمع في الكومينات والمنازل والمؤسسات، إضافة إلى جلسات لتعريف المرأة بحقوقها وتأهيلها من الناحية النفسية والمعنوية، بحسب “خشو”.

فيما تعمل اللجان على الجانب العملي من خلال إقامة المشاريع، حيث تقوم لجنة المشاريع بإجراء استبيانات، وتوزعها على النساء، ومن خلال نتائج الاستبيان يتم تحديد المشاريع التي يمكن إنجازها.

وتشير الإدارية في وقف المرأة الحرة، إلى أن المشاريع تنفذ وفقاً للإمكانيات المتاحة.

وتوضح لنورث برس، “يعمل وقف المرأة الحرة كمؤسسة مجتمع مدني ويحصل على التمويل من بعض المنظمات الإنسانية والخيرية المحلية والدولية، ويتم ذلك من خلال بناء العلاقات عن طريق اللجنة الدبلوماسية معها، وبلغ عدد المنظمات الداعمة حوالي خمسين منظمة”.

ومن المشاريع التي نفذتها لجنة الصحة في وقف المرأة افتتاح مستوصفات صحية في القامشلي وقرية التبكة في منطقة الكوجرات وفي الحسكة وكوباني.

بالإضافة إلى عيادة متنقلة بين ديرك والقرى المحيطة بها، ويعمل فيها طبيب أطفال وطبيبة نسائية وممرضة.

وتهدف العيادة إلى الوصول للنساء غير القادرات على دفع تكاليف العلاج في العيادات الخاصة. يتم تقديم المعاينة مجاناً إضافة إلى تقديم الأدوية المجانية.

دورات تدريبية مهنية وفرص عمل

وتعمل لجنة التدريب والتأهيل على تنظيم دورات تدريبية في الخياطة وحياكة الصوف وتصفيف الشعر والإسعافات الأولية والحاسوب وتعليم اللغات والأشغال اليدوية في كل مناطق شمال شرقي سوريا، إضافة إلى المخيمات عن طريق مكاتب الوقف.

كما أن اللجنة تنظم دورات محو الأمية للنساء باللغتين العربية والكردية، وتعمل على توفير أماكن خاصة لأطفال النساء العاملات من خلال إنشاء روضات للأطفال، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي للأطفال خصوصاً “المهجرين”.

يحتوي مركز وقف المرأة في القامشلي على ورشة خياطة وورشة تريكو ومحل لبيع المنتجات، إضافة إلى صالة رياضية خاصة بالنساء.

فيما لم يتم افتتاح مثل هذه الورشات في المناطق الأخرى لعدم توفر الإمكانيات المادية.

وتشدد “خشو” على أنه عند انتهاء الدورات التدريبية يسعى وقف المرأة لتوفير فرص العمل للنساء، حيث يتم توظيف بعضهن في الورشات التابعة للوقف حسب الحاجة، بينما يتم التنسيق مع مكتب اقتصاد المرأة وهيئة الاقتصاد لتأمين فرص عمل لهن بحسب الحاجة وقدرة الاستيعاب.

وتشير إلى أنه في بعض الحالات الإنسانية الملحة يقدم وقف المرأة ماكينات خياطة مجاناً للنساء الميسورات، وعلى وجه الخصوص الأرامل.

من جانبها تقول “خلات” لنورث برس: “نحن نقوم بتدريب الفتيات والنساء المبتدئات الراغبات بتعلم المهنة وبأسعار رمزية، ويبلغ عدد الورشات التدريبية من أربع إلى خمس ورشات في السنة ووفقاً لعدد المتقدمات”.

وتشير إلى أن معظم النساء الراغبات بامتهان الخياطة وغير القادرات على الحصول على فرص عمل هنّ غير متعلمات أو أنهن لا يمتلكن الشهادات أو الخبرات للعمل في المؤسسات العامة أو الشركات الخاصة.

وتضيف خلات، أن مهنة الخياطة توفر للنساء سبل العيش، وتستطعن من خلالها توفير متطلبات الحياة اليومية والعيش بكرامة.

وتعمل الورشة المؤلفة من أربع خياطات، على خياطة مختلف أنواع الألبسة، كما تقوم بإنجاز الطلبيات الخاصة ببعض المؤسسات كطلبيات المدارس من الصداري المدرسية. إضافة إلى خياطة الملابس الخاصة.

كما تقوم الورشة بخياطة الملابس الفلكلورية الخاصة ببعض المناسبات كعيد النوروز، ويوم المرأة العالمي.

من جانبها تقول فيان حسن علي، التي تعمل في حياكة الملابس الصوفية على آلة التريكو، “نحن ثلاث عضوات في ورشة التريكو، نقوم بحياكة ألبسة الأطفال والنساء والرجال، ويقدم لنا وقف المرأة المساعدة والدعم دائماً”.

وتضيف لنورث برس: “نحن نشارك في المعارض التي تنظمها بعض المؤسسات كهيئة الثقافة مثلاً، ونعرض منتجاتنا من الملابس والأشغال اليدوية والصوف فيها”.

وتوضح، “لدينا ورشتي أشغال يدوية للنساء في الرقة وكوباني، وهن يشاركن إلى جانبنا بأعمالهن في المعارض”.

وتشير إلى أنها تساهم في تدريب النساء الراغبات بتعلم حياكة الملابس الصوفية على آلة التريكو، “لتحصلن مثلنا على فرص عمل في المستقبل”.

ويتم تصريف وتسويق منتجات ورشات وقف المرأة عن طريق عرضها في المحلات التابعة للوقف في القامشلي وكوباني وكركي لكي، ويتم بيعها بأسعار منافسة لسعر السوق. بحسب “خشو”.

تحرير: معاذ المحمد