قد يكون للضربات الأمريكية عواقب غير مقصودة وبعيدة المدى

بدأت مرحلة جديدة وخطيرة للصراع  في الشرق الأوسط برد عسكري أمريكي كبير والذي استهدف مواقع متعددة في سوريا والعراق.

وفي سعيها لمعاقبة وردع إيران ووكلائها المقيمين في العراق بعد أن قتلت ميليشيا مدعومة من إيران ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية في الأردن، أصابت الطائرات و المسيرات مواقع متعددة بـ 125 ذخيرة متخصصة، وفقًا للقيادة المركزية للجيش الأمريكي.

كان هذا رد فعل محسوب، وليس اعتباطي، جاء بعد ستة أيام من الغارة التي شنتها جماعة كتائب حزب الله المسلحة على القاعدة الامريكية  المسماة البرج 22 في الأردن.

استغرق الأمريكيون الوقت الكافي لاختيار أهدافها – وكان لديهم الوقت للنظر في الرسالة التي كانت ترسلها مع كل من هذه الضربات. وكان في مقدمة هذه الرسائل إظهار القوة العسكرية الأمريكية.

أفادت مصادر رسمية وغير رسمية في سوريا، أن منشآت في مدينتي الميادين والبوكمال في محافظة دير الزور الشرقية قد تعرضت للقصف.

وأكدت مصادر عسكرية عراقية أن مدينة القائم الحدودية في محافظة الأنبار العراقية – إلى جانب مناطق حدودية أخرى – تعرضت لغارات جوية.

وتقول مصادر أمنية أمريكية إنها أصابت سبعة منشآت فردية – أربعة في سوريا وثلاثة في العراق.

وأفادت وسائل الإعلام السورية الرسمية بسقوط العديد من الضحايا، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان القابع في المملكة المتحدة إن 13 مقاتلا من الجماعات المدعومة من إيران قتلوا.

كان هذا الإجراء متوقعا على نطاق واسع، ولكن من خلال تأخير ردهم، أثار الأمريكيون شعورا عاما بالقلق في العراق، حيث تساءل الكثيرون حول ماهية الرد الامريكي.

ونشر العراقيون على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهدة مسيرات تقوم بجمع المعلومات الاستخبارية، حيث فضل الناس البقاء في منازلهم وتجنب الأماكن العامة خوفاً من وقوع أي هجمات.

ومع ذلك، فقد أتاح هذا الانتظار الذي دام ستة أيام لكبار أعضاء الميليشيات فرصة الاختباء – أو الهروب – وكانت هناك تقارير متعددة عن فرار مسلحين معروفين إلى إيران.

لقد تم تحديد توقيت وأهداف هذه الضربات ليلبي ويوازن بين مجموعة معقدة من الأهداف.

الرئيس بايدن يسعى لردع إيران دون خوض حرب مع إيران.

يحتاج الرئيس الأمريكي إلى إرضاء منتقديه في واشنطن, دون تأجيج الرأي العام في الشرق الأوسط.

إنه يريد منع الخسائر البشرية في صفوف أفراد الخدمة الأمريكية دون التسبب في خسائر كبيرة في الأرواح في المنطقة.

إن المواجهة المباشرة مع إيران من شأنها أن تأخذ الأزمة في الشرق الأوسط في اتجاه مختلف تمامًا وأكثر خطورة، ومن المهم للغاية ألا يبدو أن الولايات المتحدة قد ضربت مواقع في إيران.

ومع ذلك، فإن هذا العمل الأميركي الجديد في سوريا والعراق، والذي يشير إلى بداية حملة عسكرية أميركية جديدة، قد يكون له عواقب غير مقصودة وبعيدة المدى. 

كتبه جون سباركس لموقع سكاي نيوز وترجمته نورث برس