على وقع التهديدات التركية.. أنامل صغيرة تعزف الموسيقا في كوباني

فتاح عيسى- كوباني

ما إن يبدأ القصف وأصواته المرتفعة على المنطقة، حتى تسارع الطفلة إيفا شاهين العلي ذات 12 ربيعاً، لحمل آلة الكمان وتبدأ بالعزف، كي يسمع أشقائها وشقيقاتها الصغار في المنزل صوت الموسيقا بدلاً من سماع تلك الأصوات.

تعزف الطفلة على آلة الكمان لأنها تشعر براحة نفسية مع آلتها الموسيقية، التي تعطيها دافعاً للتغلب على المصاعب والمشاكل في حياتها.

وتعتبر “العلي”، الحرب والتهديدات التركية والقصف على مدينتها كوباني، صعوبات تواجهها في حياتها بالموسيقا والعزف والغناء.

والطفلة هي طالبة في الصف السابع في إحدى مدارس الإدارة الذاتية في كوباني، وتتبع تدريباً في معهد موسيقي منذ أربعة أشهر لتطوير موهبتها بالعزف على آلة الكمان.

وعلى خطى إيفا، يعمد الطفل آرجين جيجان (14 عاماً)، إلى حمل آلته الكمان، والعزف عليها أثناء سماع أصوات القصف، ليطرد الخوف من قلبه.

صوت الموسيقا والقصف

يقول “جيجان” لنورث برس، إن الكثير من الأطفال يخافون أثناء سماع أصوات القصف، بينما يحاول هو عزف الموسيقا لتطغى ألحانه على تلك الأصوات.

ويتدرب “جيجان”، على تطوير موهبته في العزف منذ نحو عام تقريباً في معهد موسيقي، فالموسيقا تعطيه شعوراً بالراحة، وخاصة عندما تطلب منه والدته العزف في المنزل.

وشارك الطفل في العزف على الكمان بعدة أمسيات موسيقية، لافتاً إلى أن هذه المشاركة في

الأمسيات تسعده كثيراً، كما تسعد الجمهور.

وكسابقيها، تواجه آيفر مصطفى (13 عاماً) مخاوفها من القصف، بالعزف على آلة الطنبور والغناء.

مخاوف الأطفال

تقول “مصطفى” التي تتدرب منذ عام ونصف على العزف على آلة الطنبور وأداء الأغاني في معهد موسيقي، إن تحليق الطائرات التركية فوق كوباني وقصفها، “يدخل الخوف إلى قلوب الأطفال”.

وتضيف لنورث برس، أنها تلجأ لحمل آلتها الطنبور والعزف عليها، كي تتغلب على تلك المخاوف.

وترى “مصطفى” أن تعلم الموسيقا لا يؤثر على دراستها، بل على العكس تريح أعصابها وتعطيها شعوراً بالراحة أثناء الدراسة.

وتتألم الطفلة، من الهجمات التركية، والتي تتسبب بتوقف أغلب النشاطات والأمسيات الموسيقية التي تشارك فيها والتي تساعدها في تطوير موهبتها.

من جهته، يعتبر الفنان والمدرس الموسيقي حسين خاني، أن المعهد الموسيقي يعتبر مكاناً يجد فيه أطفال هذه المدينة راحتهم ووسيلة لتحقيق أحلامهم.

ويقول “خاني”، لنورث برس، إن أطفال المنطقة يعيشون بخوف بشكل دائم، لأنهم يسمعون أصوات الطائرات والقصف والقذائف بشكل مستمر، أو يسمعون الحديث عن الحرب على المنطقة.

ويضيف “خاني” أن الأطفال يتوجهون إلى المعهد لتعلم العزف على الآلات الموسيقية التي تعطيهم الشعور بالراحة النفسية.

تأثير التهديدات

ويذكر “خاني” أن التهديدات المستمرة على المنطقة، والقصف، يدفع ذوي الأطفال أحياناً لمنع إرسالهم للمعهد مخافة حدوث أي طارئ يهدد حياتهم”.

ويرى الاستاذ الموسيقي، أن “من حق الأطفال أن يعيشوا طفولتهم، إلا أن أطفال سوريا والمنطقة ومنذ أكثر من عشر سنوات، يعيشون الحياة بخوف وهلع، ولا يعيشون طفولتهم بأمان”.

ويأمل “خاني” أن يكون هناك أمن واستقرار وسلام في المنطقة كي يعيش الأطفال حياتهم بالعلم والموسيقى واللعب، مثلما يعيش كل الأطفال في العالم حياتهم.

تحرير: معاذ المحمد