إحسان محمد ـ درعا
يرى خبراء وباحثون، بأن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، يسعى لإيجاد موطئ قدم له في الجنوب السوري، مستغلاً حالة الفوضى الأمنية، إضافة إلى أن التنظيم لم يعد يجد متنفساً له في الشمال الشرقي من سوريا.
ومرت خمس سنوات على خروج “داعش” من محافظة درعا، بعد اتفاق مع القوات الحكومية، حيث خسر حينها أبرز معاقله ومركز قوته في الجنوب السوري بعد خروج عناصره من منطقة حوض اليرموك على المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والجولان.
لكن التنظيم لم يترك درعا، إذ يسعى دائماً لإيجاد موطئ قدم له مستفيداً من هشاشة الوضع الأمني والفساد المستشري لدى عناصر القوات الحكومية المتواجدين على الحواجز العسكرية والذين يسمحون لعناصر التنظيم بالتحرك دون تفتيش مقابل مبالغ مالية.
وقال أحد عناصر المجموعات المحلية، لنورث برس، إن مجموعته كان لها دور في قتال عناصر “داعش” الأخيرة في مدينة نوى بريف درعا الشرقي.
وذكر بأنهم رصدوا عدداً من الأشخاص الغرباء الذين يترددون على أحد المنازل في الحي الشمالي من المدينة وبعد المتابعة تبين أنهم ينتمون لتنظيم “داعش”.
وأضاف بأن المجموعات المحلية في مدينة نوى، تواصلت معهم عبر وسطاء من جيرانهم والتفاوض معهم من أجل تسليم أنفسهم إلا أنهم رفضوا.
وقامت المجموعات المحلية بمحاصرة المنزل الذي يتحصنون به ونتيجة المقاومة قتل عنصران من المجموعات المحلية.
وأشار إن قوات الحكومة السورية، لم تقدم أي مؤازرة أو مساعدة للتخلص من عناصر هذا التنظيم على العكس، كان يتم تسهيل حركتهم وسكنوا في حي قريب على القطع العسكرية التابعة للنظام.
وأفاد أن اللجنة المركزية في المنطقة الغربية واللواء الثامن قاموا في اليوم التالي بمؤازرة المجموعات المحلية وتم مداهمة المنزل وقتل جميع عناصر تنظيم “داعش”.
وذكر أن من بين القتلى أسامة شحادة العزيزي، الملقب بـ”الشايب”، والذي يشغل والي حوران في تنظيم “داعش”، وشخص آخر ينحدر من منطقة الحجر الأسود وآخر من محافظة القنيطرة.
وبين أن المجموعات المحلية في محافظة درعا بالتعاون مع السكان تتابع دائما أي تحركات لأي أشخاص غرباء عن المنطقة خوفا من تسلسل عناصر التنظيم إلى المحافظة.
وأشار إلى أن عناصر “داعش” يصلون إلى محافظة درعا مروراً عبر الحواجز العسكرية التابعة للحكومة والمنتشرة في كافة مداخل ومخارج القرى والبلدات.
قال المحلل العسكري العميد أسعد الزعبي، لنورث برس، إن عناصر “داعش” الموجودين في درعا “قسم منهم موالٍ للتنظيم أو لا يستطيع أن يخرج من عباءتهم أو تابع للنظام تحت هذه التسمية”.
ويستبعد المحلل العسكري، أن يكون لدى “داعش” إمكانية “لإقامة إمارة في سوريا أو غيرها”.
ويشير “الزعبي” إلى أن النظام السوري، اعتقل عناصر “داعش” بعد معركة وادي اليرموك صيف العام 2018.
وبعد أيام من اعتقالهم، تم إطلاق سراح أول دفعة واتجهوا حينها إلى شرق محافظة السويداء، ثم أطلق سراح 100 عنصر آخرين وتم تكليفهم بمهام في درعا، (اغتيالات وخطف وزرع فتنة بين السويداء ودرعا)، بحسب “الزعبي”.
ونوه “الزعبي” إلى أنه “بعد شهور من اعتقال عناصر داعش أطلق سراح الدفعة الثالثة وهم حاليا موجودون في محافظة درعا”.
قال الباحث المصري في شؤون الجماعات المتشددة، مصطفى أمين، لنورث برس إن “إصرار داعش نابع في الأساس من رغبته في إيجاد ملاذات آمنة في جنوب سوريا”.
وأوضح “أمين” أن “داعش” يشعر أنه محاصر في المناطق الشمالية من سوريا بسبب الحصار الذي تفرضه القوات العراقية على طول الحدود والضغط الذي تشكله قوات سورية الديمقراطية على خلايا التنظيم.
وأشار أن “سيطرة النظام السوري في درعا هي سيطرة ضعيفة ومنطقة ذات حساسية لديه ويحاول إخراجها من معادلة الغضب ضده وخاصة أنها البؤرة الأساسية التي انطلقت منها الثورة السورية عام 2011”.
كما أن موقع محافظة درعا على الحدود الأردنية “جعلها مطمعا للتنظيم، من أجل الحصول على بعض الصفقات مع بعض تجار المخدرات على جانبي الحدود”.
ويستبعد الباحث المصري، قدرة تنظيم “داعش” في سوريا والعراق على إيجاد إمارة في الوقت الحالي، بسبب عدم القدرة على بسط نفوذه على جغرافية واسعة، ولا يوجد مقومات لهذه الإمارة.