NPA
تشهد منطقة غرب نهر الفرات بدير الزور في شرق سوريا، توتراً واستنفاراً عسكرياً بين القوات الإيرانية والقوى المتحالفة معها والتابعة لها من جانب، والقوات الروسية والقوى السورية الموالية لها من جانب آخر.
وذكرت بي بي سي، نقلاً عن مصادر أن "استنفاراً عسكرياً غير مسبوق شهده شرقي سوريا بين فصائل تابعة لإيران وقوات روسية".
وقالت مصادر عراقية أن درجة التوتر ارتفعت بين إيران وروسيا على الأراضي السورية، لتصل إلى "حد الاستنفار العسكري" وبات الأمر على مشارف اشتباك بين الطرفين.
وعزا المصدر الأسباب إلى "منع فصائل حليفة لإيران بالتمركز في عدد من المناطق بما في ذلك نقطة حدودية مع العراق".
أسباب التوتر
كما أفاد مصدر سوري لـ"بي بي سي" أن الخلاف بين الجانبين يتمحور حول محورين رئيسيين أولهما هو مشروع سكة الحديد الذي يربط إيران بسوريا مروراً بالعراق ويدخل الأراضي السورية من جهة دير الزور، فيما الثاني يتلخص بتسلم إيران مرفأ اللاذقية باعتباره المحطة الأخيرة من مسار السكة الحديدية المزمع إقامتها.
سعيد رسولي، مدير شركة خطوط سكك الحديد الإيرانية، أكد أن خط سكة الحديد سينطلق من ميناء الإمام الخميني بإيران مروراً بشلمجة على الحدود العراقية ومدينة البصرة العراقية، ليصل إلى ميناء اللاذقية وفقاً لما ذكره قبل أيام خلال لقاء جمعه بنظيريه السوري والعراقي.
في الوقت الذي أكد المصدر ذاته اعتبار روسيا الوجود الإيراني على البحر الأبيض المتوسط "مصدر قلق لها"، بخاصة مع الطموحات الروسية في أن تكون القوة الرئيسية على الساحل الشرقي للمتوسط بعد استئجارها مرفأ طرطوس لمدة /49/ عاماً.
كذلك ذكرت المصادر أن أسباب القلق الروسي من التواجد الإيراني في مرفأ اللاذقية هو المخاوف على قواعدها العسكرية ومنها قاعدة حميميم التي تعد القاعدة العسكرية الروسية الرئيسة في سوريا، وذلك في حال وقوع أي توتر إيراني – أمريكي أو إيراني – إسرائيلي مستقبلاً.
في حين أضاف المصدر نقطة جديدة رجح أنها سبب للخلاف بين الروس والإيرانيين في سوريا، وهي التواجد العسكري الإيراني على الأرض عبر فصائل سورية مدربة على يد طهران وسط المخاوف من "تكرار تجربة حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق".
بعد ثلاثية القدس
المعلومات من مصادر مختلفة تشير لوجود أكثر من /15/ ألف عنصر دربوا من قبل السلطات الإيرانية لدمجها في وقت لاحق في قوات الحكومة السورية وهو ما يؤكد لروسيا بقاء إيران حتى في حال انسحاب الأخيرة العسكري من سوريا.
ويأتي هذا التوتر بعد نحو /10/ أيام من اجتماع مستشاري الأمن القومي الإسرائيلي والروسي والأمريكي في القدس للتباحث حول عدة ملفات من أبرزها سوريا.
فيما كان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريباكوف، تحدث عن أن "إيران ليست حليفة لموسكو" وأن بلاده "لا تستخف بأي طريقة بأهمية التدابير التي من شأنها ضمان أمن قوي لإسرائيل، وهي من أهم أولويات روسيا".