خط الربط الكهرباء الدولي.. معبر دمشق لفك عزلتها “يُسرق” في درعا

إحسان محمد ـ درعا

يتذمر سكان في درعا، من عمليات السرقة التي تطال أكبال خط الكهرباء الدولي الذي يمر بالمحافظة، ويرون أن الخط الكهربائي كأن أبرز الأوراق التي لعبت عليها الحكومة السورية واستغلته لفك عزلتها والتطبيع مع الدول العربية.

 ويشددون على أن دمشق، عندما انتهت حاجتها المعنوية من الخط الكهربائي، “تركته بيد اللصوص المحميين من ضباط أمنيين في صفوف القوات الحكومية”.

وخط الربط الكهربائي، يدخل الأراضي السورية من غرب بلدة نصيب على الحدود السورية الأردنية ويصل إلى شرق العاصمة دمشق وصولاً إلى لبنان.

قال الناشط الإعلامي يوسف الزعبي، لنورث برس، إن خط الربط الكهربائي “كان جاهزاً بنسبة تتجاوز التسعين بالمئة قبل سيطرة النظام السوري على محافظة درعا”.

وأضاف “الزعبي” إن الدليل على جهوزيته، هو “تصريحات مسؤولي النظام والمشاهدات المباشرة التي كنا نراها يومياً”.

وبيّن أن مدير مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء التابعة للحكومة، فواز الضاهر، قال إنه في  29 كانون الأول/ ديسمبر عام 2021، تنتهي أعمال الصيانة والتأهيل لخط الربط الكهربائي مع الأردن ولبنان.

وكان غسان الزامل وزير الكهرباء في حكومة دمشق، قال في السادس من أيلول/ سبتمبر عام 2021، خلال تصريحه لصحيفة الوطن شبه الرسمية، إن الكلفة التقديرية لإعادة تأهيل هذا الجزء المدمر من الخط تتجاوز 12 مليار ليرة.

وأضاف حينها، أن إعادة الخطي، “تحتاج زمناً لتنفيذ أعمال التأهيل والصيانة ما بين 2-4 أشهر من لحظة بدء العمل الفعلي”.

“دمشق حصلت على ما تريد”

وفي الوقت الذي يتهم مسؤولون في الحكومة السورية، مجموعات “متشددة”، بالوقوف وراء تخريب خط الكهرباء، يشير “الزعبي”، إلى أنه “خلال خمسة أعوام مضت، يقوم عناصر تابعين للحكومة بسرقة أكبال الكهرباء”.

ويرى الناشط، أن دمشق وبعد أن حصلت على ما تريده وفكت عزلتها، من خلال ترويجها للعمل على إصلاح خط الربط الكهرباء، “جعلت الخط عرضة للصوص”.

يقول مروان الحلقي، أحد أبناء محافظة درعا، إن “اللصوص قاموا خلال الأعوام الماضية بسرقة الأكبال الكهربائية من خط الربط الكهربائي الدولي”.

ويشير “الحلقي”، في حديث لنورث برس، إلى أن هذا الخط “تعرض للسرقة من قبل مجموعات يحمل غالبية أعضائها بطاقات أمنية تسهل مرورهم عبر الحواجز العسكرية التابعة للنظام السوري”.

ويمتد خط الكهرباء على جانب الأوتوستراد الدولي دمشق درعا، وتعتبر المناطق التي يمر بها مناطق ذات انتشار أمني وعسكري مكثف.

ويشير “الحلقي” إلى أن “المسروقات تمر عبر الحواجز العسكرية التابعة للنظام السوري ولا يتم توقفيها على الرغم من معرفة أن هذه الأكبال مسروقة لعدم وجودها في المحافظة إلا في الخط الدولي”.

“عصابات مشتركة”

وقال خالد الحريري أحد عناصر المجموعات المحلية، إن “سرقة أكبال الكهرباء من الخط الدولي باتت واضحة جداً حيث لم يتبقَّ اليوم سوى أبراج الحديد والتي من المتوقع أن يتم سرقتها لاحقاً”.

وبعد متابعة عمليات السرقة، “تبين أن هناك أكثر من مجموعة تعمل على سرقة الأكبال وجميعها، إما مجموعات تابعة للأفرع الأمنية أو يحميها ضباط في هذه الأفرع مقابل حصة من هذه المسروقات”، يقول “الحريري”.

ويفيد بأن مجموعة تابعة للواء الثامن التابع إداريا لشعبة المخابرات العسكرية في بلدة النعيمة بريف درعا الشرقي، قامت على مدار الثلاثة أعوام الماضية، بسرقة الأكبال من بلدة نصيب جنوباً وحتى بلدة خربة غزالة شمالاً”.

وهذه المجموعة “تستغل السيارات التابعة للواء الثامن لتنفيذ عمليات السرقة ونقل الأكبال وتجميعها قبل أن يتم بيعها على تجار الخردة الذين يمرون على الحواجز الحكومية دون التعرض لهم”.

أما المجموعة الثانية المتهمة بسرعة الأكبال الكهربائية، فهي مجموعة “عبد الله غافل النصر” من بلدة جدل بريف درعا الشرقي، بحسب “الحريري”.

ويتبع معظم عناصر مجموعة “النصر” لفرع الأمن العسكري في الحكومة السورية، “وتستغل تلك المجموعة نفوذها في تنفيذ عمليات السرقة”.

وتقوم المجموعة “بسرقة الأكبال من بلدة محجة جنوباً وحتى بلدة خبب شمالاً، قبل أن يتم نقل المسروقات إلى منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي”، حسبما أوضح “الحريري”.

وعن المجموعة الثالثة المتهمة في السرقة فهي مجموعة “ضرار القاضي” قائد إحدى المجموعات التي تتبع لفرع المخابرات الجوية، بحسب ذات المصدر.

وقال “الحريري” إن مجموعة “القاضي”، قامت “بسرقة الأكبال على جانب الأوتوستراد الدولي من غرب بلدة إيب وصولاً إلى  شمال بلدة شعارة بريف درعا الشرقي.

وتقوم مجموعة “القاضي” بنقل المسروقات إلى محافظة ريف دمشق وبيعها هناك مستفيدين من البطاقات الأمنية التي يحملونها من أجل عبور الحواجز العسكرية وعدم تفتيش مركباتهم، بحسب “الحريري”.

تحرير: معاذ المحمد