الطاقة الشمسية خيار سكان في القامشلي بعد غياب الكهرباء والمحروقات

ديرك ـ نورث برس

بعد أسبوعين من العناء في البحث عن حلول بديلة، لتأمين المياه والكهرباء، قرر محمد، شراء منظومة طاقة شمسية لإمداد منزله بالكهرباء.

فشراء ألواح الطاقة الشمسية، أو المولدات المنزلية، كان الخيار الأنسب لسكان ديرك وكركي لكي، أقصى شمال شرقي القامشلي، بعد فقدانهم الكهرباء النظامية وما تبعها من أزمة مياه.

 ومنذ بداية العام الجاري تشهد مناطق شمال شرقي سوريا، حالة من عدم الاستقرار بسبب استهداف تركيا 89 موقعاً، خلال النصف الأول من هذا الشهر, بـ 122 ضربة,62 منها عن طريق المسيرات و22 منها عن طريق الطيران الحربي.

وتركز القصف التركي على مواقع إنتاج وتحويل الكهرباء والوقود، ومراكز وحواجز لقوى الأمن الداخلي (الأسايش)، وشمل 4 مواقع أمنية وعسكرية تابعة للقوات الحكومية.

وخلال السنوات الماضية، اعتاد سكان هذه المناطق على المياه والكهرباء المتوفرة بشكل شبه دائم، فمصادر الطاقة من منشآت وآبار نفطية كانت بالقرب منهم، فلا حاجة لهم في ذلك الوقت إلى مولدات منزلية أو مصادر بديلة.

يقول محمد الطلاع، من سكان ريف ناحية كركي لكي، لنورث برس: “بعد القصف التركي الأخير تضررت كامل الشبكات والمنشآت، وعشنا أياماً دون ماء وكهرباء”.

لذا كان الحل الأمثل بالنسبة لـ”الطلاع”، هو شراء منظومة طاقة شمسية، رغم تكاليفها الباهظة وعدم قدرة جميع السكان على شراءها.

ويشير إلى أن راتب كل موظف “يقارب 100 دولار وأدنى سعر لألواح الطاقة الشمسية هو 1800 دولار، أي أن الموظف يحتاج للعمل قرابة سنتين لشرائها وتغذية منزله بالكهرباء”.

ويبقى خيار شراء مولدة منزلية، قائمة على مدى قدرة السكان على تأمين بعض المحروقات التي استهدفت مصادرها في الهجمات التركية الأخيرة، بحسب الرجل.


ويرى بعض السكان، أن خيار المولدة المنزلية، مكلف بشكل كبير، نظراً لكمية المحروقات التي تستهلك كل يوم، بحسب ساعات التشغيل.


وبعد معاناته الكثيرة في المولدة من تكاليف زيت كل 130 ساعة تشغيل و10 لترات مازوت يومياً، يبازر لقمان رمضان، من سكان قرية سيمالكا، أسعار منظومة الطاقة الشمسية.


ويجد “رمضان”، أن ذلك يعتبر “الحل الأمثل”، لإنارة المنازل 24 ساعة، والاستفادة من الكهرباء في كل أمور المنزل.



وشهد علي إبراهيم، وهو صاحب مركز لبيع الطاقة الشمسية، نسبة إقبال من سكان المنطقة على الشراء، في ظل الأثر الكبير الذي خلفته تركيا باستهدافها قطاع المحروقات والآبار النفطية.

وأشار “إبراهيم”، في حديث لنورث برس، إلى أنه ولصعوبة تأمين المازوت أو البنزين، وبالتالي صعوبة استخدام المولدات المنزلية لساعات طويلة، “كانت الطاقة الشمسية أحد الحلول البديلة لاستخراج المياه والحصول على الإنارة لتسيير شؤونهم الحياتية”.

تحرير: معاذ المحمد