تحسين الوعي الاجتماعي في الأزمات الراهنة بشمال شرقي سوريا.. من المسؤول؟

القامشلي – نورث برس

برزت خلال الهجمات التركية الأخيرة على مناطق شمال شرقي سوريا، هفوات غلبت عليها العاطفة لدى السكان المحليين في كيفية التعامل مع الحوادث والحالات الطارئة، مما عرض حياة الكثيرين للخطر ولا سيما أن الكثير من القذائف سقطت بين المناطق السكنية.

ويرى نشطاء محليون، أن غياب الوعي المجتمعي في التعامل مع الأزمات والقضايا المحلية تعود إلى ضعف دور الجهات المعنية ولا سيما منظمات المجتمع المدني والخطاب الإعلامي في التوجيه، في ظل الانتشار الواسع للمعلومات المغلوطة على الانترنت.

ويثير غياب الخطاب الإعلامي الموحد في نشر المعلومات لدى النشطاء ووسائل الإعلام المحلية، انتقادات الجمهور في الكثير من الأحيان على مواقع التواصل الاجتماعي.

أهمية الخطاب الإعلامي

يرى الصحفي عبدالحليم سليمان، أنللإعلام دور أساسي في نشر المعلومات الصحيحة في جميع الأوقات خاصة في أوقات الطوارئ والظروف الصعبة التي تكون فيها المعلومات ذات أهمية بالغة للجمهور وخاصة مع تزايد وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي قد تحوي معلومات غير صحيحة دائماً.

ويضيف في تصريح لـنورث برس: “هنا يبرز دور المؤسسات الإعلامية الرصينة في نشر المعلومات الصحيحة ودفع الجمهور نحو ما هو صحيح ويخدم مصلحة المجتمع وخاصة التوعية في زمن انتشار الأوبئة والأمراض وحتى الأخطار الأخرى كظروف الحرب التي نعيشها الآن في سوريا”.

ويشير سليمان، أن هناك انتشاراً سريعاً وكبيراً لمعلومات كثيرة في ظروفنا الحالية حول حدث ما، “نجد كثيراً من المعلومات حول ما يحصل في مناطقنا، قد لا تكون دقيقة. وهنا يأتي دور الإعلام في توجيه وتحديد المعلومات الصحيحة والدقيقة”.

ويضيف أن دقة المعلومات “قد لا تكون بالسرعةالمطلوبة أحياناً، ولكن من الضروري أن تنشر معلومات دقيقة سواء كانت قوالب أو أشكال صحفية معينة أو منصات التواصل الاجتماعي التي هي أكثر تداولاً بين الناس”.

وبينما يتداول السكان ما ينشر بشكل سريع على مواقع التواصل الاجتماعي، يرى النشطاء أن منظمات المجتمع المدني ومؤسسات الإدارة الذاتية لا تقدم الإضافة المطلوبة في توعية السكان والتي تقع على عاتقهم بالأساس.

حرب جديدة

ويشدد المسؤولين في الإدارة الذاتية التي تدير مناطق شمال شرقي سوريا، أن الأزمات الراهنة سواء القضايا المحلية أو الهجمات التركية على المنشآت المدنية، تحتاج إلى جهود دولية وتماسك مجتمعي نظراً للإمكانيات المحدودة لدى الإدارة.

ويشير حكمت حبيب، الرئيس المشارك للمجلس التشريعي في مقاطعة الجزيرة، أن هذه الحرب هي جديدة على المنطقة.

ويقول في تصريح لـنورث برس: “كلما تصل الإدارة الذاتية لمرحلة تقدم فيها أفضل الخدمات، تقوم تركيا بتدمير المنشآت. لذا نحن بحاجة ماسة أن نتجه إلى شعبنا والتعامل مع هذه الحرب بطريقة مختلفة كونه لا يوجد حرب في الميدان وإنما ضرب من السماء للبنية التحتية”.

ويوضح “حبيب”، أنهم في المجلس التشريعي سوف يعقدون اجتماعات خلال المرحلة المقبلة “من أجل العمل لإيجاد عملية توعية وتجاوز هذه المحنة والاعتماد على الذات في ظل الإمكانيات البسيطة”.

إلا أن الرئيس المشارك للمجلس التشريعي بمقاطعة الجزيرة، لم ينفِ حاجتهم إلى توفير الإمكانيات ودعمها من المجتمع الدولي في التعامل مع الحروب والوعي لها.

ويشير إلى أن ضرورة ذلك “لأنه يتم ترويع السكان أثناء قصف المنشآت وحواجز الآمن الداخلي، مما يؤدي إلى زعزعة الآمن والاستقرار وربما ظهور خلايا داعش والخلايا الإرهابية، مما يتطلب الانتباه وأن تكون لدينا تدابير خاصة للتعامل مع هذه الحرب الخاصة”.

وخلال القصف التركي، شوهد تجمع للسكان حول مكان الاستهداف ولا سيما المرافق الحيوية والخدمية المدنية، الأمر الذي تسبب بفقدان عدد من المدنيين حياتهم وإصابة آخرين.

ويرى النشطاء بأن التعامل مع هذه الظروف يفتقد إلى الوعي المجتمعي والتقرب بعاطفة دون انتظار الجهات الرسمية والمعنية للتعامل معها.

ويشدد حبيب، على أنهم يقدرون مشاعر السكان عندما يتم حرق مؤسساتهم، “ولكن القضية تحتاج إلى وعي وأن يتم التعامل بطريقة ممنهجة ومبرمجة مع الحدث وتحتاج إلى توفير إمكانيات تتعلق بالتعامل مع الحدث”.

تحرير: معاذ المحمد