هل اقتربت الحرب الكبرى بالشرق الأوسط بعد مقتل جنود أميركيين في الأردن؟
غرفة الأخبار – نورث برس
وسط انتقادات طالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب “الردع الضعيف” ضد الفصائل العراقية المدعومة إيرانياً، ازدادت التكهنات بشأن اندلاع حرب أوسع في منطقة الشرق الأوسط بعد الهجوم الذي استهدف قاعدة البرج الأميركية في الأردن، والذي قتل وأصاب أكثر من 40 جندياً أميركياً.
ورغم النفي الإيراني صلتهم بالهجوم، إلا أن الرئيس الأميركي ومسؤولون بارزون في إدارته اتهموها وتوعدوا “بالرد المناسب في المكان والطريقة المناسبة”، وبعد الهجوم بساعات أعلنت ما تسمى بـ “فصائل المقاومة الإسلامية” في العراق، مسؤوليتها عن الهجوم.
وتتالت التوقعات بكيفية الرد الأميركي على الضربة التي أدت لأول مرة منذ اندلاع الحرب في غزة، إلى مقتل جنود أميركيين، فذهب محللون إلى ضربات ضد شخصيات إيرانية بينما قال آخرون إنها قد تكون بشكل أقوى من الردود السابقة لكنها لن تؤدي إلى اندلاع حرب أوسع في المنطقة.
وداخل أروقة الكونغرس الأميركي، دعا السيناتور الجمهوري توم كوتون، إلى “الانتقام العسكري المدمر ضد القوى الإرهابية الإيرانية، سواء داخل إيران أو في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بينما قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، إن “سياسة الردع التي اتبعتها الإدارة الأميركية فشلت فشلا ذريعا”، ودعا إلى شن ضربات على أهداف داخل إيران.
“حرب بالوكالة”
واستبعد العميد الأردني المتقاعد ومدير مركز “شُرفات” للدراسات وبحوث العولمة والإرهاب في عمان، سعود الشرفات، في حديث لنورث برس، أن تكون الأردن ساحة لصراع أوسع في الفترة القادمة بعد استهداف فصائل إسلامية عراقية لقاعدة أميركية في الأردن.
وأضاف أنه حصل بعض الالتباس في بداية حادثة استهداف القاعدة الأميركية حول تحديد المكان خاصة بوجود قاعدة التنف القريبة في الجانب السوري وطبيعة المنطقة العسكرية، لكن سرعان من أعلنت الوكالة الأردنية الرسمية وقوعه داخل أراضيها.
وأشار “الشرفات” إلى أنه لا يستبعد تكرار مثل هكذا هجمات وعمليات أخرى إذا حصل المزيد من التصعيد بين الطرفين الأميركي والإيراني، وخصوصاً إذا طال أمد الحرب في غزة في الفترة المقبلة.
لكن يعتقد أن الحرب “ستبقى ضمن الطيف الجيو سياسي المحيط والقريب من إسرائيل وضمن استراتيجية إيران العميقة القائمة على بناء خطوط دفاع أمامية بما يضمن أمنها القومي على المدى البعيد”.
“انطلقت من سوريا”
الخبير العسكري الأردني، جلال العبادي، قال لنورث برس إن المعلومات والمعطيات العسكرية تشير إلى أن الطائرة المسيرة التي استهدفت قاعدة البرج الأميركية، “انطلقت من سوريا”.
وأضاف أن الرد الأميركي سيكون هذه المرة قوياً وستكون هناك اغتيالات لشخصيات عدة تدور في الفلك الإيراني سواء في الحرس الثوري الإيراني أو من الفصائل التابعة لهم.
لكنه قال إنه لا يتوقع أن تتزايد العمليات بين الجانبين الأميركي والفصائل الإسلامية العراقية أكثر من ذلك وستقتصر على ضربة هنا وضربة هناك، وأن الرد سيكون لمواقع محددة، بحسب رأيه.