ارتفاع في أسعار اسطوانات الغاز.. المطاعم في القامشلي أمام خيارات صعبة

القامشلي – نورث برس

مع بروز أزمة تأمين الغاز في شمال شرقي سوريا، وجد عبدالله الراوي، صاحب أشهر المطاعم في مدينة القامشلي، نفسه مجبراً على استعمال المواقد البدائية “البابور” للتخفيف من استعمال أسطوانات الغاز، بغية الاستمرار في العمل.

وتعاني الجزيرة السورية منذ أيام، أزمة حادة في تأمين الغاز، بعد خروج محطة السويدية عن الخدمة، وهي الوحيدة التي ترفد مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية بمادة الغاز، عقب قصف تركي بالطائرات تسبب بتدمير المحطة كلياً.

وقصفت تركيا خلال النصف الأول من شهر كانون الثاني/يناير الجاري، 89 موقعاً، بـ 122 ضربة، 62 منها عن طريق الطائرات المسيرة، و22 منها عن طريق الطيران الحربي.

وتركّز القصف على محطات تحويل وتوليد الكهرباء، والمنشآت النفطية والغازية، بالإضافة إلى مراكز وحواجز تفتيش خاصة بقوى الأمن الداخلي.

من داخل محله وسط سوق القامشلي، يشير الراوي (55 عاماً) أن استهلاك مطعمه المتخصص بالوجبات الشعبية، يقدر بأربع أسطوانات غاز يومياً.

ويضيف لنورث برس: “لكن بسبب الأزمة الراهنة اضطررنا للبحث عن بدائل والاستعاضة بمواقد تعمل على البنزين، لكن هناك أزمة بهذه المادة أيضاً”.

ويوضح صاحب المطعم، أنه يشتري لتر البنزين بـ 5 آلاف ليرة سورية “لكنه غير مجدٍ تجارياً، فالبنزين لا يعطي الحرارة القوية المطلوبة في عملنا، وتبخّره سريع لذلك هو لا يفي بالغرض كشكل دائم في مجال عملنا”.

ولتجنب إيقاف العمل، يشدد “الراوي” على أنه إن لم يوضع حلّ لتأمين مادة الغاز سيضطر إلى رفع أسعار المأكولات بما يتناسب مع الأسعار الحالية، نظراً لتوفير مطعمه فرص العمل لأكثر من 18 عاملاً.

وأدى فقدان مادة الغاز، إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير في السوق السوداء، لتصل إلى 400 ألف ليرة سورية (أكثر من 25 دولار أمريكي)، بعدما كانت تباع بـ 7 دولارات قبل القصف التركي.

وقال عكيد عبدالمجيد، مدير معمل الغاز في منشأة السويدية، في تصريح لـنورث برس، إن هناك محاولات لاستيراد الغاز من إقليم كردستان العراق، وقال إنه “سيكون بسعر التكلفة”.

وكانت محطة السويدية تؤمن احتياجات خمسة ملايين سوري من الغاز، في شمال شرقي سوريا، بحسب مسؤولين في الإدارة الذاتية.

وعلى وقع هذه الأزمة، استغلّ مسعود الأومري، صاحب مطعم (دومينوس) المشهور والمتخصص بالوجبات السريعة في مدينة القامشلي، فرصة توقف عمل مطعمه ليجري بعض الصيانة لآلات ومعدات المطعم، ريثما يستطيع تأمين أسطوانات غاز تمهيداً لاستئناف العمل مجدداً.

ويقول “الأومري” بينما ينهمك العمال في الصيانة بالقرب منه، لنورث برس، بأن أزمة الغاز الحالية أثرت بشكل كبير على المطاعم بينما توقف قسم كبير من المطاعم في السوق عن العمل، بسببها وصعوبة الحصول عليه.

ويضيف: “هذه الأزمة تلحق ضرراً كبيراً بنا لأننا لا نريد أن نرفع الأسعار كي لا يتضرر السكان، ولكن فقدان المادة ينعكس سلباً علينا، لأننا نقوم بشراء الغاز بسعر مرتفع جداً والتي وصلت إلى حوالي 400 ليرة سورية، وبوزن أقل من الوزن المعتاد في الجرّات التي كنا نشتريها سابقاً”.

ويشير إلى أن فقدان الغاز وغلاءه سيدفعه كما باقي أقرانه من أصحاب المطاعم إلى رفع أسعار المأكولات لعدم وجود خيار آخر، وبالتالي كي لا يتسبب بحرمان أكثر من 50 عائلة تعيش على عمل هذا المطعم، من مصدر رزقها، حسب قوله.

رفع الأسعار أو الإغلاق التام

ويشير المسؤولون في الإدارة الذاتية، إلى أن الخسائر في المنشآت النفطية والغازية “ضخمة جداً”، والإمكانيات المحدودة المتوفرة لديهم تحول دون إعادتها إلى الخدمة.

واعتبرت الإدارة الذاتية في وقت سابق، أن تركيا تنتهج “سلوكاً عدونياً” تجاه شعب شمال شرقي سوريا، متجاوزةً كافة القوانين والأعراف الدولية.

وعلى غرار سابقيه، يشدد غازي عبود، الإداري في مطعم الملك بالقامشلي، على أن نقص الغاز انعكس سلباً على المردود اليومي للمطعم بسبب تراجع حركة العمل.

ويوضح أن فقدان الغاز من السوق يضعهم أمام خيارين، “أما أن نغلق المطعم تماماً، وهذه تعتبر كارثة، لأن أكثر من 60 عائلة عاملة في المطعم، تستفاد منه، أو نستمر بالعمل ضمن الصعوبات بتأمين الغاز من السوق السوداء بسعر أكثر من 15 دولار أمريكي، وبالتالي رفع أسعار المأكولات لدينا”.

تحرير: معاذ المحمد