ناشطون في الرقة: نداء لإبعاد سبل العيش عن الصراعات السياسية
زانا العلي ـ الرقة
يجمع ناشطون مدنيون في الرقة، شمالي سوريا، على أن القصف والاستهدافات التركية المتكررة لمناطق شمال شرقي سوريا، وتركزه على البنى التحتية والخدمية ما هو إلا محاربة لسكان المنطقة.
وقصفت تركيا خلال النصف الأول من شهر كانون الثاني/يناير الجاري، 89 موقعاً، بـ 122 ضربة، 62 منها عن طريق الطائرات المسيرة، و22 منها عن طريق الطيران الحربي.
وتركّز القصف على محطات تحويل وتوليد الكهرباء، والمنشآت النفطية والغازية، بالإضافة إلى مراكز وحواجز تفتيش خاصة بقوى الأمن الداخلي.
يقول أحمد الحسن وهو ناشط مدني في الرقة، إن الوضع العام لمناطق شمال شرقي سوريا على حاله منذ سنتين، لكن المستجد حالياً هو القصف التركي المتزايد على المنطقة.
ويضيف “الحسن”، لنورث برس، تركيا تستهدف بهذا القصف البنى التحتية بشكل واضح، “مثل شركة كهرباء بئر نفطي سيارات الوقود التي تنقله من الآبار إلى السكان، خاصة أننا في فصل الشتاء”.
ويشير إلى أنه “اليوم وفي ظل استهداف تركيا لتلك المنشآت الخدمية والنفطية، فإنها تحارب السكان في المنطقة”.
ويقول إن تداعيات ذلك القصف تظهر بكل وضوح متمثلة بانقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار الوقود، وتجار السوق السوداء، بالإضافة لحركة التنقل.
ويشير إلى أن الوضع المعيشي “أقرب للحصار، المتمثل بالنفسي والاقتصادي والمادي. في وقت لا يزال الصمت الدولي مستمراً عن تلك الضربات”.
ويرى أحمد شيخو وهو منسق منطقة الفرات في منظمة دوز، في الرقة، أن تركيا من خلال القصف المستمر واستهداف شمال شرقي سوريا، “إنما تصدر مشاكلها الداخلية إلى الخارج”.
ويضيف في حديث لنورث برس، إن تلك السياسة التركية تعتبر خروقات للقوانين الدولية والإنسانية، إذ إنها تستهدف المرافق الحيوية والخدمية، من حقول نفط وغاز ومحطات كهرباء ومراكز صحية ومطاحن.
ويشير “شيخو”، إلى أن هذا القصف على شمال شرقي سوريا، “يخلق نوعاً من عدم الاستقرار والفوضى وإيجاد طريقة لإعادة ما تم القضاء عليه من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، إذ إن تركيا تعتبر الراعي الرسمي لهذا التنظيم”.
ويعرب الناشط المدني عن أمله في أن يتم الضغط من التحالف الدولي لوضع حد للخروقات والضربات التركية التي تستهدف المنطقة وبالتالي يظهر تأثيرها المباشر على السكان.
ويشدد مناف الأسعد، وهو ناشط مدني، على أن الاعتداءات التركية الأخيرة على المنطقة، وعدم تواجد حلول إنسانية أو تدخل من قبل المنظمات التي تعنى بالشؤون الإنسانية يؤثر سلباً على حياة سكان المنطقة.
ويضيف لنورث برس، “بعد سنين الحرب التي أنهكت السكان، تأتي الاعتداءات التركية لتستهدف القطاعات الخدمية وبالتالي تتسبب بانعدام كل مقومات الحياة”.