ما خطط الإدارة الذاتية في قطاع الكهرباء والمحروقات في ظل التصعيد التركي؟
زانا العلي – الرقة
ظلام دامس تعيشه مناطق شمالي سوريا من ديرك أقصى شمال وشرق سوريا إلى كوباني، نتيجة خروج أغلب محطات الكهرباء عن الخدمة بسبب القصف التركي المستمر على البنية التحتية للمنطقة.
تسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة، بتوقف حركة السكان، فضلاً عن انقطاع المياه في بعض المناطق بسبب اعتمادها على الكهرباء في عملية ضخها وإيصالها إلى السكان.
وقصفت الطائرات التركية بـ 7 غارات جوية، محطات الكهرباء في كوباني، عين عيسى، عامودا، تربه سبيه، القامشلي، الدرباسية، ما تسبب بخروجها عن الخدمة، وفق إحصائية للإدارة الذاتية أعلنتها الاثنين الفائت.
ووفقاً للإحصائية تسبب القصف بحرمان 705 قرية فضلاً عن نسبة 70 بالمئة في القامشلي وريفها من الكهرباء.
وفيما يخص قطاع النفط شنّت تركيا 7 هجمات جوية على محطات النفط، حسب الإدارة العامة للنفط والمحروقات، استهدفت 5 مواقع وهي محطة سويدية، محطة عودة النفطية، محطة مصفاة طفلة، ومصفاة كري بري، إضافة إلى قصفها مستودعات لصيانة الحقول النفطية في الجزيرة السورية.
مساران
يقول الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية حسين عثمان، إن “تركيا تريد أن نعيش في عصر الظلام من جديد، لكن الإدارة الذاتية ستعمل وفق إمكانياتها لإعادة التيار الكهرباء إلى سكان المنطقة”.
ويضيف “عثمان”، لنورث برس، أن الخسائر “ضخمة جداً” لأن الاستهدافات كانت كبيرة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها “استهدفت محطات تحويل الكهرباء والمحطات النفطية بهذا الشكل الهائل من الغارات التركية”.
وهذا الدمار الذي لحق بالبنية التحتية ومصادر الطاقة في الشمال السوري، “سينعكس سلباً على السكان بسبب فقدان المشتقات النفطية والكهرباء والغاز، وقسم كبير من الخدمات”.
ويشير المسؤول، إلى وجود مسارين ستعمل عليهما الإدارة الذاتية في ظل القصف التركي “الأول دبلوماسي والثاني خدمي”.
وتعمل الإدارة الذاتية على إرسال شكاوى بعد توثيق كافة الانتهاكات التركية، إلى الجهات الدولية والقوى الفاعلة في الملف السوري والدول الضامنة المتمثلين بالتحالف الدولي وروسيا.
وفيما يخص المسار الثاني: “ستشكل الإدارة الذاتية خلية من أجل توفير الحد الأدنى من الصيانة لما تم تدميره ليعود ذلك بالنفع والفائدة على السكان”، بحسب “عثمان” الذي أشار أيضاً إلى أن التدمير في بعض المحطات كانت نسبته مئة في المئة.
قنوات دبلوماسية
وعن محاولات الإدارة لإيجاد آلية لوقف الهجمات التركية، قال المسؤول: “نعمل عبر قنوات دبلوماسية لوقف هذه الهجمات، إضافة إلى أن قواتنا (قوات سوريا الديمقراطية) تملك حق الدفاع المشروع وستقوم في المستقبل بواجبها لحماية المنطقة”.
يرى بسام إسحاق ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية أن أجدى طريقة متوفرة حالياً لإيقاف القصف التركي هو إقناع الولايات المتحدة بفقدان تركيا لمصداقيتها في المحافل السياسية”.
ويشير إلى أن ذلك يأتي من خلال ازدواجية المعايير لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أدان القصف الإسرائيلي للبنية التحتية في غزة، واعتبره انتهاكاً لحقوق الإنسان والقوانين الدولية، لكنه يفعل الشيء ذاته في شمال شرقي سوريا.
ويشدد إسحاق في حديث لنورث برس، على ضرورة أن تستمر الإدارة الذاتية في تسليط الضوء في واشنطن على هذه الانتهاكات التركية وضرورة وقفها لما لها من تأثير سلبي ومباشر على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة سواء على مستوى محاربة الإرهاب أو مصالح أمريكا الجيو-سياسة في الشرق الأوسط.