الحرب في غزة.. تأثيرها “المحتمل” على سوريا داخلياً ودوليا وإقليميا

غرفة الأخبار- نورث برس

تباينت آراء لمحللين سياسيين وحقوقيين، حول مدى احتمالية تأثر سوريا بالحرب في غزة، فذهبت في بعضها إلى أنها تخدم ” النظام” السوري، وتزيد تعميق علاقته مع إسرائيل، ولن تؤثر عليه إذا ما خسرت حماس الحرب.

وبدأت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، بعد هجوم نفذته الأخيرة تحت مسمى “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ولطالما تحدثت تقارير صحفية أن “النظام” السوري لم يشجع على دعم حماس قط، خاصة بعد أن تلقى تهديدات من إسرائيل عبر الإمارات.

يقول علاء آل رشي، وهو مدير المركز التعليمي لحقوق الإنسان في ألمانيا، إن أحداث الحرب في غزة سيكون لها تأثير “إيجابي” كبير على الوضع الداخلي في سوريا، “فقد تفضي إلى تغييرات في التحالفات الإقليمية وقد تزيد من تهرب النظام من الضغوط الدولية عليه”.

ويضيف “آل رشي” لنورث برس، أن تلك الحرب من الممكن أن تزيد من “العلاقة العميقة”  بين “النظام” وإسرائيل. 

ومن الممكن، بحسب الحقوقي، أن تشهد “تغيرات كبيرة” في ضوء الأحداث الجارية في غزة، حيث أنها قد “تزيد من التوترات والصراعات، وتدفع الدول إلى اتخاذ مواقف جديدة وتغيير تحالفاتها الإقليمية”.

“وضع محرج”

ولا يعتقد الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية العميد خليل الحلو، أن تتأثر العلاقات الدولية مع سوريا بسبب ما يجري في غزة اليوم، “طالما أن النظام السوري، لا يتدخل بشكل فاعل في هذه الحرب”.

ويرجع ذلك إلى أن القوى الغربية “منشغلة بعدة أجندات، وبالنسبة لسوريا فهي لم تعد أولوية في المرحلة الحاضرة، ولا يريد النظام السوري أن يجعل علاقاته أسوأ بالغرب، خاصة أنه يعلم بأن موسكو لن تستطيع أن تحميه في حال تورط في حرب مع إسرائيل”.

ويضيف “الحلو” لنورث برس: “علاقات سوريا الدولية اليوم، ليست في أحسن أحوالها، وبالتالي لن تتأثر طالما النظام السوري يحافظ على موقف هادئ”.

العلاقة مع الدول الإقليمية

ويرى الباحث، أنه بالنسبة للدول العربية وسوريا، وبعد عودة الأخيرة إلى جامعة الدول العربية، والحديث عن فتح سفارات وغيرها، “نلاحظ برودة في هذا الملف، لأن الحرس الثوري الإيراني ومن وراءه إيران، يسيطران بشكل كامل على سوريا، لا بل ويستعملونها كمنصة انطلاق لزعزعة الاستقرار في الأردن، عبر محاولات تهريب الأسلحة والمخدرات”.

فيما الدول الخليجية تريد أن تبتعد سوريا عن إيران، وكل خطوة ابتعاد يقابلها خطوة تقارب مع الدول العربية، “ولكن هذا لم يحصل لأن النظام السوري غارق في تحالفه مع النظام الإيراني، ولا يستطيع الابتعاد عنه”.

وبالتالي يمكن الاستنتاج، بحسب الباحث السياسي، أن العلاقة الوحيدة الجيدة لسوريا هي مع إيران، أما مع باقي الدول عربية أكانت أو غيرها مع تركيا أو الدول الخليجية فالعلاقة باردة جداً ومع مصر أفضل بقليل من العلاقة مع دول الخليج، أما العلاقة مع العراق فهي تمر من خلال طهران.

وفيما يتعلق بتداخل الملفين السوري والإسرائيلي من زاوية الصراع القائم في غزة، يقول “الحلو”، إنه من الناحية العسكرية المحضة، “ما يهم إسرائيل أن تبقى الأجواء السورية مفتوحة، لطيرانها الحربي وصواريخها التي تستهدف مراكز لحزب الله ومراكز الثوري الإيراني وميليشياته”.

ويشير إلى أن إسرائيل ليست قلقة من “النظام” السوري، لا من الناحية الأمنية ولا من الناحية الاستراتيجية، وسوريا، “لن تكون منزعجة إذا خسرت حركة حماس هذه الحرب، فهي حركة إسلامية أصولية وهي مصدر قلق لها”.

تأرجح كبير

 لكن بشار علي الحاج علي، وهو سياسي ودبلوماسي سوري، يرى أن أحداث الحرب الجارية في غزة “أدت إلى تأرجح كبير في الرؤية، حيث كانت ومازالت قضية فلسطين قضية محورية في الوجدان السوري، بينما حركة حماس تقف في صف النظام السوري ونظام الملالي وحزب الله اللبناني، الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحقها”.

 ويضيف الحاج علي لنورث برس أن، ما “يعانيه السوريون على اتساع الجغرافية الوطنية وخارجها، لا أحد يكترث له، وجاءت حرب غزة لتزيد الطين بلة”.

 ويشير إلى أن من “تأثيرات الحرب في غزة على سوريا كدولة في ظل نظام الأسد، حالياً لا وزن لها، وخاصة بعد رهن سوريا للخارج في سبيل الحفاظ على الكرسي، ما أفقدها مكانتها المحورية”.

ويصف الحاج علي، سوريا، بأنها “ساحة صراع”، ما يعني من وجهة نظره، أنها “صندوق بريد مجاني يدفع تكاليفه السوريون”.

وكان موجز الرسائل الواردة إلى البريد، بحسب السياسي السوري، “تحذير النظام من أي تحرك أو تدخل”.

 إعداد وتحرير: مالين محمد