قَصدُ دمشق للعلاج.. خوف الاعتقال وارتفاع التكاليف يعيقان مرضى السرطان في درعا
إحسان محمد ـ درعا
الاعتقال والتضييق الأمني معاناة تضاف إلى أوجاع مرضى السرطان من أبناء محافظة درعا التي تفتقر لمركز مختص في علاج الأمراض الخبيثة، مما يحتم على المرضى مراجعة مشافي العاصمة دمشق ومكابدة عناء انتشار الحواجز الأمنية التابعة للقوات الحكومية وارتفاع تكاليف المواصلات، إذ إن هذا المرض لم يشفع من الاعتقال.
وتعرض أحد مرضى السرطان، للاعتقال في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، على أحد الحواجز الأمنية التابعة للقوات الحكومية في العاصمة دمشق، عندما كان يقصد أحد المشافي لأخذ جرعة للمرض.
يقول موفق الزعبي وهو اسم مستعار، لأحد أشقاء المريض، لنورث برس، إن “مرضه وضعف جسمه لم يشفع له من الاعتقال على يد القوات الحكومية”.
ويضيف “الزعبي” أن شقيقه يعاني من سرطان من الدرجة الثالثة، و يتلقى جرعات الدواء الكيميائية، منذ أكثر من ثمانية أشهر ويقوم بمراجعة أحد مشافي العاصمة دمشق.
ورغم أن التأخر في تلقي هذه الجرعات سوف يزيد حالته سوءاً، لكن لا يزال المريض رهن الاعتقال دون أن تتمكن العائلة من زيارته أو الاطمئنان على صحته، بحسب “الزعبي”.
وما يثير خوف “الزعبي”، هو أن يواجه شقيقه المصاب بالسرطان مصير المئات من المرضى الذين فارقوا الحياة في سجون القوات الحكومية، لعدم توفر الخدمات الصحية.
تكاليف باهظة
يشير الطبيب علي الحلقي، في حديث لنورث برس إلى ان أبرز المعاناة التي يواجهها مرضى السرطان في درعا، هي عدم توفر مركز لعلاج مرضى السرطان في المحافظة.
ويقول: “المريض يضطر إلى الذهاب إلى العاصمة دمشق، مما يستدعي دفع مبالغ مالية كبيرة بسبب ارتفاع أجور المواصلات، فتتجاوز أجرة السيارة التي توصل المريض وتعود به إلى درعا المليون ليرة سورية”.
ومن المعاناة التي تتكرر مع معظم مرضى السرطان، بحسب “الحلقي”، هي عدم توفر الجرعات في مشافي العاصمة، حيث يتم إبلاغهم بعد توفر الجرعة بعد الوصول إلى المشفى، ليتكبد المريض عناء الذهاب إلى دمشق لعدة مرات حتى يحصل على الجرعة.
وخوفاً من تضاعف المرض، وتجنباً لمراجعة المشافي الحكومية لأكثر من مرة دون فائدة، يلجأ بعض مرضى السرطان “لشراء الجرعات على حسابهم الخاص، ويتجاوز سعرها ثلاثة ملايين ليرة سورية بمعدل وسطي”، بحسب الطبيب.
ويبين “الحلقي”، أن التكاليف لا تتوقف على ثمن الدواء إنما هناك تكاليف أخرى مثل ثمن صورة الرنين المغناطيسي والتي يتجاوز سعرها في المشافي الخاصة أكثر من ثلاثة ملايين ليرة سورية.
خوف الاعتقال
ويشتري خالد الحريري (33 عاماً) وهو مريض سرطان، الجرعات على حسابه الخاص ويتلقى العلاج في أحد المشافي الخاصة في درعا، “تجنباً للذهاب إلى العاصمة دمشق”.
ويشير “الحريري”، في حديث لنورث برس، إلى أنه يعتمد في تأمين الجرعات على الأموال التي يرسلها له أشقاءه في الخارج.
ورغم إجراءه للتسوية الأولى عام 2018، إلا أن هاجس الخوف لا يفارقه، يقول لنورث برس: “أخاف من الاعتقال على الحواجز العسكرية، أو استفزازاتها في أقل الحالات”.
وفي حال عدم تأمين الجرعة، يضطر “الحريري”، للذهاب إلى دمشق، ولكن “برفقة أحد الضباط في أحد الفروع الأمنية، مقابل مبلغ مالي من أجل ضمان عدم توقفي على أي حاجز”.