أنفاق غوطة دمشق الشرقية.. غرف عمليات ومستودعات لإيران

غرفة الأخبار ـ نورث برس

ساعدت الأنفاق المحفورة أسفل غوطة دمشق الشرقية، مسلحي المعارضة السورية على الصمود أمام القوة العسكرية للحكومة السورية ولسنوات، وبعد تمكن الأخيرة من السيطرة على الغوطة عام 2018، بدأت باكتشاف شبكة الأنفاق التي تمتد إلى حي جوبر، وبالتالي عملت على تفجير بعضها وإعطاء بعضها الآخر لإيران لتستفيد منها.

ومن حي جوبر الدمشقي إلى الغوطة الشرقية، (في الخطوط الأمامية التي كانت على أوتوستراد أم 5، الممتد بين عين ترما وزملكا)، تمتد شبكة أنفاق متداخلة على طول كيلومترات عدة تحت الأرض.

وتتسع تلك الأنفاق لعبور الأشخاص والبضائع وحتى السيارات، وكانت تضم مستودعات ذخيرة ومشافٍ ميدانية استخدمتها الفصائل المعارضة خلال سيطرتها على هذه المنطقة (جيش الإسلام بقيادة زهران علوش، وفيلق الرحمن، وجبهة النصرة).

وهذه الأنفاق تصل بين ثلاث بلدات، من عين ترما إلى أسواق الخير، وهي على الشكل التالي:

  • نفق يمتد من عين ترما إلى زملكا، نقطة الربط مداير جديا وهو لعبور آليات مثل سيارات وعربات.
  • نفق نقطة بداية أسواق الخير يمتد إلى وادي عين ترما نقطة ربط الأوتوستراد الدولي إم5، ونفق نقطة بداية زملكا جامع العدنان ربط لنقطة القابون برزة، وهو مخصص لنقل الموارد الغذائية والطبية والحالات المرضية إلى مدينة دمشق نقطة الوصل برزة.
  • النفق الثالث من نقطة بداية زملكا، جامع التوبة (مقر فيلق الرحمن) حينها، ويمتد إلى بلدة جوبر، وهو لعبور مركبات وذخيرة وعتاد لجبهات الأنفاق الفرعية.

وتم إنشاء الأنفاق بدقة، ووضعت دعامات معدنية على امتداد أسقفها، بالإضافة إلى كاميرات مراقبة وشبكة إضاءة لإنارة الطريق المظلم.

ويتفاوت طول الأنفاق، من (2كم وحتى 5 كم، وتتفرع من على جانبيها أنفاق أخرى تؤدي إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية”، بحسب ما قاله مصدر في المنطقة لنورث برس.

وفي عام 2018، سيطرت قوات الحكومة السورية، على حي جوبر وبلدات الغوطة الشرقية المحاذية له، إثر انتهاء عملية إجلاء أكثر من 40 ألف شخص من مقاتلي فصيل فيلق الرحمن ومدنيين من المنطقة.

وقامت القوات الحكومية بتدمير الأنفاق الفرعية وإغلاقها، وبقيت مسيطرة على الأنفاق الرئيسية الثلاثة التي تربط بين المدن، و “لا أحد يعلم عنها أي شيء بسبب تواجد فصائل تابعة لإيران فيها”، وفق المصدر.

وأشار المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن “تلك الأنفاق حتى قوات الحكومة ممنوعة من الاقتراب منها، فيما يشاع أنها أصبحت مخازن للأسلحة الإيرانية”.

وشدد على أن الأنفاق التي تم تدميرها، “هي التي تشكل خطراً على الأبنية التي تقع فوقها”.

وأشار مصدر آخر من درعا، وهو أحد سكان الغوطة سابقاً، إلى أن أنفاق القطاع الأوسط لغوطة دمشق، كانت مغلقة لفترة طويلة.

وأضاف: “لكن مؤخراً علمنا باستخدامها من قبل إيران كغرف عمليات ومستودعات للأسلحة والذخائر”.

وشدد على أن الأنفاق المتواجدة تحت مدينة دوما، “لا تزال مغلقة ولم يتم استعمالها أبداً، وذلك لعدم تواجد أي قوات إيرانية فيها”.

تحرير: معاذ المحمد