قصفت تركيا معمل مرتين.. حينما عادت مشاهد الحزن لنازح من عفرين
سامر ياسين/دلسوز يوسف – نورث برس
ينظر خليل علو، بحسرة، للبراميل الفارغة المحطمة، التي كانت تمتلئ الأسبوع الماضي بالزيتون، وكانت تحضّر لتعليبها وتغليفها وبيعها في الأسواق، إلا أن قصفاً تركياً استهدفها.
خليل علو (54 عاماً)، نزح من مدينة عفرين التي تسيطر عليها تركيا وفصائل مسلحة موالية لها، إلى مدينة عامودا، غربي القامشلي، وهو مالك معمل (روهلات علو) لإنتاج الزيتون المعلّب وزيت الزيتون ومنتجات أخرى.
واستهدفت القوات التركية في هجماتها الأخيرة نهاية الشهر الماضي بنى تحتية ومنشآت خدمية ومشاريع صغيرة في شمال شرقي سوريا من بينها معمل “علو”.
وخلال ثلاثة أيام، بدءاً من الـ25 من كانون الأول/ ديسمبر الفائت، استهدفت تركيا شمال شرقي سوريا بغارات جوية وقصف مدفعي، بلغت حصيلة الاستهدافات التركية، بحسب ما سجله قسم الرصد والتوثيق في نورث برس، 121موقعاً بـ 179 ضربة.
خسائر متكررة
“علو”، كان يملك معملاً مشابهاً لهذا، ولكن بحجم وسعة إنتاج أكبر في مدينة عفرين، لكنه ترك معمله ومنزله وأملاكه خلفه، ونزح من مدينة عفرين إبان الاجتياح التركي لها عام 2018.
وسيطرت تركيا وفصائل مسلحة موالية لها على كامل مدينة عفرين وريفها، في 18 من شهر آذار عام 2018، ونزح مئات الآلاف من سكان المدينة والريف الأصليين آنذاك، إلى مناطق في مدينة حلب، وإلى الجزيرة السورية وبالأخص إلى مدينتي الحسكة والقامشلي.
لا أعلم لماذا تستهدفني تركيا أنا بالذات؟
واستذكر “علو”، الخسارة التي تكبدها جراء قصف معمله في عفرين، قائلا: “سابقاً استهدفت تركيا معملي، وتكبدت خسائر وصلت إلى مليون دولار أميركي، لا أعلم لماذا تستهدفني تركيا أنا بالذات؟
وتكبد “علو”، خسائر جديدة بسبب قصف معمله في عامودا، “حتى الآن قدرت خسارتي بـ200 ألف دولار أميركي، ولكن أحتاج إلى أكثر من شهرين لتنظيف المعمل بالكامل وفرز المواد التالفة عن الأخرى”.
وأضاف: “أحتاج إلى أعوام لتعويض هذه الخسارة، في حال استمرينا في العمل ولم يحصل شيء مشابه مرة أخرى”.
ادعاء كاذب
وتأسس معمل “روهلات علو”، لزيت الزيتون، في نيسان/ أبريل 2019، في مدينة عامودا، “بموجب عقد إيجار واستثمار بيني وبين البلدية، ويتجدد العقد كل عام”، بحسب صاحب المعمل. ويشدد أيضاً على أنه يملك رخصة تجارية من الحكومة السورية من قبل.
وقالت وكالة الأناضول الرسمية التركية أن سلاح الجو التركي “استهدف منشآت كانت تمول حزب العمال الكردستاني في عين العرب والقامشلي وعامودا”.
إلا أن “علو” فند هذا الادعاء قائلاً: “هذا معمل مدني ويخصني أنا فقط، ولا يخص أي شخص أو إنسان أو جهة أخرى غيري، وأنا تاجر وأقوم ببيع بضاعتي لكل المناطق في سوريا وخارجها”.
وشدد على أن “كل البضاعة التي أبيعها لأي شخص أو تاجر في أي منطقة كانت، توزع أرباحها بيني وبين عمالي فقط”.
ويعمل أكثر من 100 عامل في معمل علو، ورغم خسارته إلا أنه رفض توقيفهم عن العمل.
“كنت أظن أن المنطقة محمية من قبل القوات الدولية، كروسيا والولايات المتحدة الأمريكية”
ويخشى “علو” من فقدان المعمل بشكل كامل وبالتالي يكون الرجل خسر كل ثروته وأملاكه، إذ إنه عندما قرر إنشاء المعمل في عامودا، “كنت أظن أن المنطقة محمية من قبل القوات الدولية المتواجدة هنا، كروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، لكن استهداف تركيا للأحياء والمناطق المدنية يبقيني قلقاً ومشغول البال دائماً”.