مشاريع صغيرة هدف لتركيا.. اقتصاد شمال شرقي سوريا مهدد!
غرفة الأخبار ـ نورث برس
يهدد القصف التركي لشمال شرقي سوريا، وتعمد استهداف البنى التحتية والمنشآت الخدمية والمشاريع الصغيرة، الاقتصاد في المنطقة، بسبب التداعيات التي يخلفها الضرر الذي يلحق في تلك البنية.
وخلال ثلاثة أيام، بدءاً من الـ25 من كانون الأول/ ديسمبر الفائت، استهدفت تركيا شمال شرقي سوريا بغارات جوية وقصف مدفعي، بلغت حصيلة الاستهدافات التركية، بحسب ما سجله قسم الرصد والتوثيق في نورث برس، 121موقعاً بعدد ضربات 179 ضربة.
مشاريع صغيرة
واستهدفت الغارات التركية، منشأة صناعية في حي علايا بمحيط السجن الذي يحوي عناصر لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، في القامشلي، ومطبعة سيماف ومنشأة إسمنتية على الحزام الشمالي، وصوامع الحبوب، وقرية سيكركا، ومعمل خياطة، ومحطة القطار، ومجبل للإسمنت بقرية شورك.
“أنا إنسان مسيحي سرياني ولا علاقة لي مع أي جهة.. الصالة كانت مصدر دخل لسبع عائلات.. تكبدت خسائر مادية كبيرة”
كما استهدفت في عامودا صالة كرم للأفراح، ومعمل روهلات علو للزيتون، والطريق الواصل بين مدينة عامودا الحسكة، بالإضافة لقرية محركان في القحطانية/ تربسبيه، ومرآب للسيارات في كوباني.
ويقول مروان جرجس، صاحب صالة كرم للأفراح، لنورث برس: “كنا نحتفل في منازلنا بيوم الميلاد حين قصفت تركيا الصالة.. أنا إنسان مسيحي سرياني ولا علاقة لي مع أي جهة.. الصالة كانت مصدر دخل لسبع عائلات.. تكبدت خسائر مادية كبيرة”.
“خسائري المادية بلغت أكثر من عشرة آلاف دولار أمريكي”
وفي ريف القامشلي، تم استهداف مطحنة ومحلج للقطن، في قرية أم الفرسان، وذلك خلال فترة العمل، ما تسبب بإصابة عاملين وفقدان إحدى العاملات حياتها.
وقال أحمد المحيميد مالك المنشأة لنورث برس: “أودى القصف بحياة العاملة آية السبعاوي وإصابة عاملتين أخريين.. نحن مدنيون ولا علاقة لنا بأي جهة عسكرية أو سياسية.. بالإضافة لخسائري المادية التي بلغت أكثر من عشرة آلاف دولار أمريكي”.
كما تم قصف معمل للقش في القامشلي، ما تسبب باحتراق القش إضافة للآلات ومولدات الكهرباء، وأسقف التوتيات داخل المعمل وخارجه.
“ورشتي مشروع خاص أنشأته بجانب منزلي(…) خسائري المادية بلغت أكثر من 30 ألف دولار”
وقال مازن وهو صاحب ورشة إنتاج قش المكيفات، لنورث برس: “ورشتي مشروع خاص أنشأته بجانب منزلي.. أنا وعمالي لا نتبع أي جهة عسكرية.. العمال العشرة لم يكونوا في المعمل حين الاستهداف بسبب عطلة عيد الميلاد، وإلا كان القصف قد خلف ضحايا… خسائري المادية بلغت أكثر من 30 ألف دولار”.
“توقف عجلة الاستثمار”
ويرى خورشيد عليكا، وهو خبير اقتصادي، أنه على اعتبار أن سكان شمال شرقي سوريا، يعيشون تحت خط الفقر، نتيجة الجفاف الذي تعرضت له المنطقة خلال الأعوام الماضية، بالإضافة لعدم كفاية الرواتب التي يتقاضاها الموظفون، جاءت الاستهدافات التركية لتزيد الوضع سوءاً، باستهداف المنشآت الحيوية والخدمية، وبالتالي “باتت المنطقة منكوبة”.
ويضيف الخبير الاقتصادي، لنورث برس، أن إنتاج الغاز والنفط والكهرباء سيتراجع في المنطقة، وسترتفع أسعارها في السوق السوداء، ولن تتمكن الإدارة الذاتية من توفيرها للشعب بالمستوى المطلوب، وبالتالي سينعكس ذلك على حياة السكان”.
“توقف عجلة الاستثمار في المنطقة وغياب نية المستثمرين في توسيع مشاريعهم الاقتصادية إلى الخارج”
ويعدد “عليكا” التداعيات الاقتصادية السلبية للقصف التركي على المنطقة، ومنها: “استمرار انقطاع الكهرباء النظامية عن معظم المدن والبلدات إلى صفر ساعة في اليوم، ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية وأسعار النقل لنقص المحروقات”.
ومن التداعيات أيضاً: “عدم تمكن عمال المياومة من العمل بشكل مستمر. توقف حركة البناء والعمران والاكساء إلى مستوى صفر. توقف عجلة الاستثمار في المنطقة وغياب نية المستثمرين في توسيع مشاريعهم الاقتصادية إلى الخارج”.
وبحسب الخبير الاقتصادي، فإنه ينتج عن استمرار الاستهدافات التركية، “بيع المئات من العائلات عقاراتهم وأراضيهم والبحث عن طرق للهجرة إلى أوروبا. نية بعض من قام بشراء أراضٍ وعقارات في المنطقة، ممن يقيمون في الخارج، ببيعها مجدداً واستثمار أموالهم في الخارج”، بحسب الخبير الاقتصادي.
ويرى أن تركيا تهدف من استهدافها للبنية التحتية، “أن لا تمكّن الإدارة الذاتية ومؤسساتها من استغلال الموارد المتاحة في تمويل موازنتها ومؤسساتها الخدمية وموظفيها لتظهر للعالم بأن الإدارة الذاتية فشلت في إدارة مناطقها”.