“المنطقة لا تتحمل نزوحاً جديداً”.. سكان ونازحون بالحسكة يتخوفون من اجتياح تركي
سامر ياسين – نورث برس
يتخوف محمد من اجتياح تركي جديد للمنطقة، فحالتهم ستكون مأساوية جداً، لأن الأوضاع لم تعد تتحمل نزوحاً آخر.
محمد الحماد، (50 عاماً)، وهو نازح من قرية قبر كبير بريف تل تمر الشمالي بسبب القصف التركي المستمر عليها، ويسكن في قرية تل نصري بريف تل تمر الجنوبي، يأمل أن لا يحدث أي اجتياح تركي جديد للمنطقة.
ويستدرك في حديثه لنورث برس: “لكن على فرض حدث، سيتدهور وضعنا أكثر وأكثر، لأن المنطقة لم تعد تتحمل نزوحاً جديداً”.
ويسكن بلدة تل تمر سكان آشوريين وعرب وكرد، ونزح إليها بعد عام 2019، عقب الاجتياح التركي لمدينة سري كانيه وريفها، أكثر من 10 آلاف نازح، موزعين على القرى الجنوبية التي تحاذي نهر الخابور بريف تل تمر، والمدارس ومراكز الإيواء التي فتحتها الإدارة الذاتية لاستقبال النازحين الذين هربوا من مناطق النزاع مع تركيا آنذاك.
ويتخوف سكان في بلدة تل تمر وريفها، رفقة نازحين قاطنين فيها، لجأوا إليها من مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، من نزوح جديد قد يحدث في حال اجتاحت تركيا عبر عملية عسكرية جديدة المنطقة، عقب سلسلة الغارات الجوية على مناطق شمال شرقي سوريا.
وتعرضت مناطق شمال شرقي سوريا، والأكثر حيوية منها على وجه الخصوص، لقصف جوي بالطائرات المسيرة والحربية التركية، الأسبوع الماضي، ما أودى بحياة 8 من سكان مدينة القامشلي وعامودا والحسكة، بحسب هيئة الصحة، وأوقف عدة منشآت خدمية ومرافق حيوية عن العمل تماماً.
“لا مكان ولا مأوى”
يقول “الحماد”: “عندما نسمع أصوات القصف والطائرات، نخرج من منازلنا خوفاً من استهدافنا، إلى العراء ونبقى في البرد القارس ساعات طويلة، في انتظار عودة الوضع إلى سابقه لنعود إلى منازلنا مرة أخرى”.
ويتساءل الرجل، الذي يعيش مع زوجته وابنته الوحيدة، وهو في حيرة من أمره: “أي مكان سنقصده؟ لا مكان ولا مأوى لنا إن حصل نزوح جديد في المنطقة”.
وتسكن أميرة نجرس، في قرية تل نصري بريف تل تمر، بعد أن نزحت من قريتها بئر نوح، وتخشى كسابقها مجرد التفكير بنزوح جديد.
وتقول لنورث برس: “مع بداية كل قصف على المنطقة يتولد لدنيا شعور الخوف من النزوح، لأنه لا مكان يأوينا، كل المناطق امتلأت بالنازحين”.
وتضيف “نجرس”: “تركيا تستهدف كل مكان في شمال شرقي سوريا وليس هنا فقط، لذلك كل الأماكن باتت خطراً علينا ولا يوجد مكان آمن ننزح إليه، وسيكون مصيرنا مجهولاً حينها”.
مصدر خوف جديد!
ويستذكر محمد العلي (70 عاماً) وهو من سكان تل تمر، حالة الخوف التي أصابت ابنته في قصف تركي سابق استهدف البلدة، “في مرة من المرات كانت منطقتنا تتعرض للقصف، بقيت ابنتي تحضنني من خوفها إلى أن توقفت أصوات القصف وعاد الوضع إلى طبيعته، فالتأثير يكون على الحالة النفسية للأطفال وليس علينا فقط”.
وخلال كل قصف تتعرض له المنطقة، كان “العلي”، لا يجد سبيلاً لتقليل الخوف عن نفسه وعائلته، إلا الدعاء بألا يسوء الوضع أكثر مما هو عليه ويضطرون للخروج من المنزل.
وما يزيد خوف خضر الدرويش (75 عاماً) وهو أحد سكان تل تمر، أن القصف مصدره الطيران والمسيرات.
ويقول لنورث برس: “نحن نتمنى أن لا يتدهور الوضع أو يتطور أكثر مما هو عليه، وأن يكون هناك حل لما يحدث في المنطقة، لأن تطور الوضع بشكل أكبر من هذا ونزوح السكان من منازلها سيزيد الأمر سوءاً، ويتحول إلى كارثي”.