“كان ضرورياً للسكان”.. المركز الصحي الوحيد في كوباني خارج الخدمة

فتاح عيسى – كوباني

كل سكان كوباني كانوا يستفيدون من مركز “مشته نور” الطبي، بحسرة يقولها نبو، وأما اليوم فالمركز مغلق وخارج الخدمة لأن الطائرات التركية قصفته.

نبو حمي (40 عاماً) من سكان كوباني، يتحسر على إغلاق المركز الطبي الوحيد في المدينة، فالمراجعون اليوم “يأتون للمركز ويعودون دون تلقي العلاج”.

ويتساءل “حمي”: “إلى أين سنتوجه الآن؟ فقد اعتاد سكان كوباني على اصطحاب أطفالهم للمركز لأخذ اللقاحات، وكذلك المسنون كانوا يقصدون المركز لأخذ أدويتهم بالمجان، ولكنه بات مغلقاً”.

“كان يقدم خدماته للفقراء والمحتاجين”

لم تكن خدمات المركز تقتصر على المدينة فقط، بل حتى سكان القرى القريبة كانوا يقصدونه لتلقي العلاج والخدمات الطبية المتوفرة فيه إضافة للأدوية المجانية.

والاثنين الماضي، تعرضت عدة مواقع في مدينة كوباني وريفها لقصف نفذته طائرات حربية تركية، بينها مركز مشته نور الصحي الذي يعمل بدعم من منظمة دولية (أطباء العالم) وجمعية الفقراء والصحة في ألمانيا.

أثار الدمار الذي طال مركز مشته نور الطبي في كوباني جراء القصف التركي- نورث برس
أثار الدمار الذي طال مركز مشته نور الطبي في كوباني جراء القصف التركي- نورث برس

وقالت هيئة الصحة في كوباني، إن الاستهداف التركي للمركز أدى إلى خروجه عن الخدمة بشكل كلي، إضافة لأضرار أصابت سيارات الإسعاف.

وتشدد سميرة أحمد (52 عاماً) من سكان كوباني، على ضرورة المركز الصحي للسكان في المدينة وريفها، “كان يقدم خدماته للفقراء والمحتاجين إذ يحصلون على أدويتهم (السكري والضغط) وأدوية الأمراض المزمنة بالمجان”.

وبحسرة تقول “أحمد” لنورث برس: “لكن الدولة التركية قصفت هذا المستوصف بشكل خاص. وهذا عمل غير إنساني”.

وتشير إلى أن ذوي الدخل المحدود سيكونون أكثر المتأثرين بخروج المركز عن الخدمة، “هذه المراكز تؤمن الاحتياجات الطبية للسكان وخاصة أن أسعار الأدوية مرتفعة. ولا يجب قصفها المراكز الخدمية الطبية”.

وتحمل جيهان أوسو (41 عاماً)، من سكان كوباني، الدول ومنظمات حقوق الإنسان، مسؤولية الاهتمام بأوضاع السكان، وضرورة الخروج عن صمتهم حيال ما يحدث للمدنيين، “فهي ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها تركيا المراكز المدنية الخدمية”.

وتستذكر “أوسو”، القصف السابق، “ففي العام الفائت قصفت تركيا مشفى للأطفال على تلة مشته نور، ثم قصفت مستوصفاً في قرية قره موغ، كما تستهدف مناطق قريبة من المدارس”.

“أضرار بآلاف الدولارات”

وقال إدريس أحمد، مدير مركز مشته نور الطبي، لنورث برس: “جراء القصف التركي، احترقت كافة الأجهزة الطبية في المركز وتفحمت، وكذلك أتلفت كافة الأدوية الموجودة في المستودع والصيدلية، ولا نستطيع معرفة التكلفة الحقيقة للخسائر، ولكنها تقدر بآلاف الدولارات”.

وكان يوجد في المركز أيضاً، قسم الإسعاف حيث كانت ست سيارات إسعاف تعمل في هذا المكان، وهي “تضررت بشكل جزئي”.

والاثنين، قدَّر الرئيس المشارك لهيئة الصحة في كوباني شمالي سوريا، أحمد محمود، تكلفة الأضرار الناجمة عن قصف مركز مشته نور الطبي بـ”مئتي ألف دولار أميركي”.

ويضم المركز الصحي خمسة أقسام، (القسم الطبي الذي كان يتضمن عيادات داخلية وقسم الأطفال وقسم النساء، وقسم الدعم النفسي، وقسم القدم السكري، وقسم اللقاحات والذي كان يتضمن لقاحات اللاشمانيا).

وأضاف “أحمد”: “كافة خدماتنا كانت مجانية، وكان يستفيد منها يومياً بين 350 و400 شخص، وكانوا يحصلون على أدويتهم، وهم من ذوي الدخل المحدود والذين كانوا لا يستطيعون الحصول على الخدمات الطبية في العيادات الخاصة”.

وتم إنشاء المركز من قبل هيئة الصحة بدعم من قبل منظمة أطباء بلا حدود، قبل نحو ثماني سنوات، “ولكن هذه المنظمة توقف عملها في المنطقة، فقامت منظمة أخرى هي “أطباء العالم” بدعم المركز بالتعاون مع هيئة الصحة”.

ويشير مدير مركز مشته نور الصحي، إلى أنه وبعد خروج المركز عن الخدمة، “نحن نحتاج إلى أشهر أو ربما سنوات لتأسيس مثل هذا المركز ومباشرة العمل فيه، وتقديم خدماته للسكان”.

تحرير: معاذ المحمد