من تداعيات القصف التركي.. منشآت صناعية في الرقة شبه متوقفة عن العمل

قيس الحمود – الرقة

كلَّ محمد من تصليح المولدة التي يستخدمها في منشأته الصناعية التي يملكها، إذ تكثر أعطالها نتيجة سوء المحروقات التي تستهلكها مولدته.

محمد الحسين (38 عاماً)، من سكان قرية رطلة جنوبي الرقة، شمالي سوريا، وصاحب منشأة لصناعة “الشيبس” في القرية ذاتها، يعاني من سوء المحروقات التي يستخدمها في منشأته.

يشتكي أصحاب منشآت صناعية في الرقة من سوء مادة المحروقات وقلّتها، والتي تتسبب بتعطيل أعمالهم.

ونتيجة كثرة الأعطال يترتب على صاحب المنشأة تكاليف زائدة، خاصة أن المولدة التي يستخدمها حديثة لذا تتأثر بجودة المحروقات.

لكن، “الحسين” يطالب بزيادة الكمية المخصصة له وتحسين جودتها، إذ لا تكفيه المخصصات التي يحصل عليها، ويقول إنها “لا تتناسب مع استهلاك المنشأة”.

ويتشارك أصحاب منشآت صناعية، تعمل في مجالات الصناعات الغذائية والبلاستيكية والكيماوية وورشات لصناعة الألبسة الجاهزة، المعاناة ذاتها، إذ باتت أعمالهم مهددة بالتوقف.

وكما سابقه، يشتكي حمود إبراهيم (40 عاماً)، صاحب ورشة البلاستيك في ريف الرقة الجنوبي، من الجودة السيئة لمادة المازوت.

ويعاني الرجل عند تشغيل المولدة المشغلة لمنشأته نتيجة تجمّد المحروقات، خاصة في فصل الشتاء، إذ يشتكي سكان وصناعيون ومزارعون من سوء مادة المازوت، والتي تحتاج إلى تسخينها، إلا أن ذلك قد يتسبب بحرائق وانفجارات.

ندرة وارتفاع في السعر

تشهد الرقة ندرة في المادة وارتفاعاً في أسعار المحروقات إذ وصلت إلى 7 آلاف ليرة في السوق السوداء.

ويشتري علي أحمد (40 عاماً)، وهو صاحب مطحنة في قرية رطلة، ليتر المازوت بسعر يصل إلى 6 آلاف ليرة، وتستهلك منشأته 100 ليتر في اليوم أي نحو 3 آلاف ليتر شهرياً.

يقول لنورث برس، إنه منذ نحو عام لم يستلم مخصصات منشأته من المحروقات، لذا دفعه ارتفاع أسعارها إلى توقيفها عن العمل.

وتوقف الرجل عن العمل في مطحنته نتيجة ارتفاع الأسعار، وكثرة الأعطال، وأجور العمال الباهظة، وينذر استمرار معاناة أصحاب المنشآت الصناعية مع المحروقات بتوقفها عن العمل وحرمان عشرات العائلات من مصدر دخلها.

قصف تركي يؤرق الصناعيين  

وتأثرت مادة المحروقات في شمال شرقي سوريا، بالقصف التركي، وتراجعت نسبتها بشكل كبير، وظهرت تداعيات ذلك في كافة مجالات الحياة سواء الاقتصادية أو الخدمية أو التجارية.

ففي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أحصت هيئة الاقتصاد في إقليم الجزيرة، عدد الضربات التي أطلقتها تركيا على شمال شرقي سوريا، وأشارت إلى أن “عدد الضربات بلغ 582 في عموم شمال شرقي سوريا، من بينها 104 ضربات تركزت على المنشآت الحيوية والنفطية والخدمية والإنتاجية”.

ومنذ أيام، عاودت تركيا استهداف البنى التحتية في شمال شرقي سوريا، وتركزت استهدافاتها على المنشآت الحيوية والخدمية، كقطاع الكهرباء والمحروقات.

وقال محمد المالود مدير مكتب الصناعة، لنورث برس، إن أهمية استمرار الإنتاج في المنشآت المحلية صغيرة ومتوسطة يشكل محرك التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية ويوفر فرص العمل وتقاسم المكاسب.

وأضاف “المالود”: “تقوم مديرية الصناعة في لجنة الاقتصاد وبالتعاون مع مديرية المحروقات بتقديم الدعم اللازم من مادة المحروقات كونها المادة الأساسية لتشغيل هذه المعامل والمنشآت”.

ويقوم فريق من مديرية الصناعة، بجولات دورية على المعامل والمنشآت في الرقة، “لاحظنا سوء مادة المحروقات وشحها وصعوبة في تأمينها. كل ذلك بسبب التصعيد التركي وتعمد تخريب البنية التحتية لأماكن إنتاج المشتقات النفطية، وبالتالي ينعكس ذلك سلباً على آلية عمل هذه المنشآت”، بحسب المسؤول.

تحرير: أحمد عثمان